معاني القرآن، ج ٢، ص : ١٦٥
من خرق اعتلالها (لأنه «١» إذا رمى به لم يردّ) وهو اللقى مقصور. وهو النّسى «٢» ولو أردت بالنّسي مصدر النسيان كان صوابا.
بمنزلة قولك : حجرا محجورا : حراما محرما، نسيا منسيّا. والعرب تقول : نسيته نسيانا، ونسيا، أنشدنى بعضهم :
من طاعة الربّ وعصى الشيطان
يريد : وعصيان الشيطان «٣». وكذلك أتيته إتيانا وأتيا. قال الشاعر :
أتى الفواحش فيهم معروفة ويرون فعل المكرمات حراما «٤»
و قوله : فَناداها مِنْ تَحْتِها [٢٤] و(ناداها من «٥» تحتها) وهو الملك فى الوجهين جميعا. أي فناداها جبريل من تحتها، وناداها من تحتها : الذي تحتها وقوله (سَرِيًّا) السرىّ : النهر.
وقوله : وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ [٢٥] العرب تقول : هزّ به وهزّه، وخذ الخطام وخذ بالخطام، وتعلّق زيدا وتعلّق بزيد، وخذ برأسه وخذ رأسه، وامدد بالحبل (وامدد الحبل «٦») قال اللّه (فَلْيَمْدُدْ «٧» بِسَبَبٍ إِلَى السَّماءِ) معناه : فليمدد سببا (إلى السّماء) وكذلك فى قوله (وَ هُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ) لو كانت : وهزّى جذع النخلة كان صوابا.
(٢) بعده فى ش :«و النسى مثله» ولا حاجة إليه.
(٣) سقط فى ا.
(٤) «معروفة» جاء تأنيثها وهى خبر عن (أتى» لاكتسابه التأنيث من إضافته إلى «الفواحش».
(٥) القراءة الأولى بكسر الميم من (من) لنافع وحفص وحمزة والكسائي وأبى جعفر وروح وخلف وافقهم الحسن والأعمش. والقراءة بالفتح للباقين.
(٦) الخطام : ما يوضع فى أنف البعير ليقتاد به.
(٧) الآية ١٥ سورة الحج.