معاني القرآن، ج ٢، ص : ١٧٠
الواو ألا ترى أنّ الرضوان بالواو. والذين قالوا مرضيّا بنوه على رضيت (ومرضوّا «١» لغة أهل الحجاز).
وقوله : وَرَفَعْناهُ مَكاناً عَلِيًّا [٥٧] ذكر أن إدريس كان حبّب إلى ملك الموت حتى استأذن ربّه فى خلّته. فسأل إدريس ملك الموت أن يريه النار فاستأذن ربه فأراها إيّاه ثم (استأذن «٢» ربه) فى الجنّة فأراها إيّاه فدخلها. فقال له ملك الموت : اخرج فقال : واللّه لا أخرج منها أبدا لأن اللّه قال (وَ إِنْ «٣» مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها) فقد وردتها يعنى النار وقال (وَ ما هُمْ مِنْها بِمُخْرَجِينَ «٤») فلست بخارج منها إلا بإذنه. فقال اللّه : بإذنى دخلها فدعه. فذلك قوله (وَ رَفَعْناهُ مَكاناً عَلِيًّا).
وقوله : فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خلف : الخلف يذهب به إلى الذّم. والخلف الصالح. وقد يكون فى الرديء خلف وفى الصالح خلف لأنهم قد يذهبون بالخلف إلى القرن بعد القرن.
وقوله : جَنَّاتِ عَدْنٍ [٦١] نصب. ولو رفعت على الاستئناف كان صوابا.
وقوله (إِنَّهُ كانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا) ولم يقل : آتيا. وكلّ ما أتاك فأنت تأتيه ألا ترى أنك تقول أتيت على خمسين سنة وأتت علىّ خمسون سنة. وكلّ ذلك صواب.
وقوله : وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيها بُكْرَةً وَعَشِيًّا [٦٢] ليس هنالك بكرة ولا عشىّ، ولكنهم يؤتون بالرزق على مقادير من «٥» الغدوّ والعشىّ فى الدنيا.
وقوله : وَما نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ [٦٤] يعنى الملائكة وقوله : له (ما بَيْنَ أَيْدِينا) من أمر الدنيا (وَ ما خَلْفَنا) من أمر الآخرة (وَ ما بَيْنَ ذلِكَ) يقال ما بين النفختين، وبينهما أربعون سنة.

(١) سقط ما بين القوسين فى ا.
(٢) ا :«استأذنه».
(٣) الآية ٧١ سورة مريم.
(٤) الآية ٤٨ سورة الحجر.
(٥) سقط فى ا.


الصفحة التالية
Icon