معاني القرآن، ج ٢، ص : ١٧٢
فقال اللّه : كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا [٨٢] يكونون عليهم أعوانا «١».
وقوله : أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّياطِينَ عَلَى الْكافِرِينَ [٨٣] (فى الدنيا) (تَؤُزُّهُمْ أَزًّا) : تزعجهم إلى المعاصي وتغريهم بها.
وقوله : إِنَّما نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا [٨٤] يقال : الأيّام «٢» والليالى والشهور والسنون. وقال بعض المفسّرين : الأنفاس.
وقوله : نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً [٨٥] الوفد : الركبان.
وَ نَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلى جَهَنَّمَ وِرْداً [٨٦] مشاة عطاشا.
وقوله : لا يَمْلِكُونَ الشَّفاعَةَ [٨٧] : لا يملكون أن يشفعوا (إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً) والعهد لا إله إلا اللّه. و(من) فى موضع نصب على الاستثناء ولا تكون خفضا بضمير اللام ولكنها تكون نصبا على معنى الخفض كما تقول فى الكلام : أردت المرور اليوم إلّا العدوّ فإنى لا أمرّ به فتستثنيه من المعنى ولو أظهرت الباء فقلت : أردت المرور إلّا بالعدوّ لخفضت. وكذلك لو قيل :«٣» لا يملكون الشّفاعة إلّا لمن اتّخذ عند الرحمن [١١٠ ب ] عهدا.
[قوله : لَأُوتَيَنَّ مالًا وَوَلَداً [٧٧]] حدّثنا أبو العباس قال حدثنا محمد قال حدثنا الفراء قال حدّثنى المغيرة عن إبراهيم أنه كان يقرأ (ماله «٤» وولده) وفى كهيعص (مالًا وَوَلَداً) قال الفراء وكذلك

(١) ا :«عونا».
(٢) أي الذي يعد الأيام...
(٣) فى الطبري أن هذا الكلام على هذا الوجه يكون متصلا بقوله :«يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا» أي لا يملك هؤلاء الشفاعة إلا لمن اتخذ عند الرحمن عهدا.
(٤) الآية ٢١ سورة نوح. وضم الواو فى (ولده) قراءة غير نافع وابن عامر وعاصم وأبى جعفر أما هؤلاء فعندهم فتح الواو واللام.


الصفحة التالية
Icon