معاني القرآن، ج ٢، ص : ٢٠
و قد اختلف القراء فى (ثمود) فمنهم من أجراه فى كلّ حال. ومنهم من لم يجره فى حال.
حدّثنا محمد قال : حدثنا الفراء قال : حدّثنى قيس عن أبى إسحق عن عبد الرحمن بن الأسود بن يزيد النخمىّ عن أبيه أنه كان لا يجرى (ثمود) فى شىء من القرآن (فقرأ «١» بذلك حمزة) ومنهم من أجرى (ثمود) فى النصب لأنها مكتوبة بالألف فى كل القرآن إلا فى موضع واحد (وَ آتَيْنا «٢» ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً) فأخذ بذلك الكسائىّ فأجراها فى النصب ولم يجرها فى الخفض ولا فى الرفع إلّا فى حرف واحد : قوله (أَلا إِنَّ «٣» ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلا بُعْداً لِثَمُودَ) فسألوه «٤» عن ذلك فقال :
قرئت فى الخفض «٥» من المجرى وقبيح أن يجتمع الحرف مرتين فى موضعين ثم يختلف، فأجريته لقربه منه.
وقوله : كَفَرُوا رَبَّهُمْ [٦٨] جاء فى التفسير : كفروا نعمة ربهم. والعرب تقول : كفرتك.
وكفرت بك، وشكرتك وشكرت بك وشكرت لك. وقال الكسائىّ : سمعت العرب تقول :
شكرت باللّه كقولهم : كفرت باللّه.
وقوله : فَما تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ [٦٣] يقول : فما تزيدوننى غير تخسير لكم وتضليل لكم، أي كلّما اعتذرتم بشىء هو يزيدكم تخسيرا. وليس غير تخسير لى أنا. وهو كقولك للرجل ما تزيدنى إلّا غضبا أي غضبا عليك.
وقوله : سَلاماً قالَ سَلامٌ [٦٩] قرأها «٦» يحيى ابن وثّاب وإبراهيم النخعىّ. وذكر عن النبي صلى اللّه عليه وسلّم أنه قرأ بها. وهو فى المعنى سلام كما قالوا حلّ وحلال، وحرم وحرام لأن

(١) سقط ما بين القوسين فى ا
(٢) الآية ٥٩ سورة الإسراء
(٣) الآية ٦٨ سورة هود
(٤) ا :«فسألته»
(٥) كذا فى الأصول. والأولى :«النصب»
(٦) وهى قراءة حمزة والكسائي


الصفحة التالية
Icon