معاني القرآن، ج ٢، ص : ٢٢٥
و قوله : فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ [٣١] ممّا ردّ من يفعل على فعل. ولو نصبتها فقلت «١» : فتخطفه الطير كان وجها. والعرب قد تجيب بكأنّما. وذلك أنها فى مذهب يخيّل إلىّ وأظنّ فكأنها مردودة على تأويل (أنّ) ألا ترى أنك تقول : يخيّل إلىّ أن تذهب فأذهب معك. وإن شئت جعلت فى (كأنما) تأويل جحد كأنك قلت : كأنك عربىّ فتكرم، والتأويل : لست بعربىّ فتكرم :
و قوله : فَإِنَّها مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ [٣٢] يريد : فإن الفعلة كما قال (إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِها لَغَفُورٌ رَحِيمٌ «٢») ومن بعده جائز. ولو قيل : فإنه من تقوى القلوب كان جائزا.
وقوله : لَكُمْ فِيها مَنافِعُ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى [٣٣] يعنى البدن. يقول : لكم أن تنتفعوا بألبانها وركوبها إلى أن تسمّى «٣» أو تشعر «٤» فذلك الأجل المسمّي.
وقوله :(ثُمَّ مَحِلُّها إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ) ما كان من هدى للعمرة أو للنذر «٥» فإذا بلغ البيت نحر. وما كان للحجّ نحر بمنى. جعل ذلك بمنى لتطهر مكّة.
وقوله :(الْعَتِيقِ) أعتق من الجبابرة. حدثنا أبو العباس قال حدثنا محمد قال حدثنا الفراء قال : حدّثنى حبّان عن الكلبىّ عن أبى صالح عن ابن عبّاس قال : العتيق : أعتق من الجبابرة.
ويقال : من الغرق زمن نوح.
وقوله : وَالْمُقِيمِي الصَّلاةِ [٣٥] خفضت (الصَّلاةِ) لمّا حذفت النون وهى فى قراءة عبد اللّه (والمقيمين الصلاة) ولو نصبت (الصلاة) وقد حذفت النون كان «٦» صوابا. أنشدنى بعضهم :

(١) فى الطبري أن هذه قراءة أبى عمرو.
(٢) الآية ١٥٣ سورة الأعراف.
(٣) أي تعين للهدى.
(٤) أي يحز سنامها حتى يسيل منه الدم فيعلم أنها شعيرة.
(٥) ش :«لنذر».
(٦) ا :«لكان».


الصفحة التالية
Icon