معاني القرآن، ج ٢، ص : ٢٢٨
و قوله : فَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ [٤٥] البئر والقصر يخفضان على العطف على العروش وإذا نظرت فى معناها وجدتها ليست تحسن فيها «١» (على) لأن العروش أعالى البيوت، والبئر فى الأرض وكذلك القصر، لأن القرية لم تخو على القصر. ولكنه أتبع «٢» بعضه بعضا، كما قال (وَ حُورٌ «٣» عِينٌ كَأَمْثالِ اللُّؤْلُؤِ) ولو «٤» خفضت البئر ١٢٢ ب والقصر - إذا نويت أنهما ليسا من القرية - بمن كأنك قلت : كم من قرية أهلكت، وكم من بئر ومن قصر. والأول أحبّ إلىّ.
وقوله : وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ [٤٧]. ويقال يوم من أيّام عذابهم فى الآخرة كألف سنة ممّا تعدون فى الدنيا.
وقوله : فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ [٤٦] الهاء (هاء عماد «٥») توفّى «٦» (بها) إنّ. يجوز مكانها (إنّه) وكذلك هى قراءة عبد اللّه (فانه لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي فى الصّدور) والقلب لا يكون إلا فى الصدر، وهو توكيد ممّا تزيده العرب على المعنى المعلوم كما «٧» قيل (فَصِيامُ «٨» ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ) والثلاثة والسّبعة معلوم أنهما عشرة. ومثل ذلك نظرت إليك بعيني. ومثله قول اللّه (يَقُولُونَ «٩» بِأَفْواهِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ) وفى قراءة «١٠» عبد اللّه (إِنَّ «١١» هذا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ أنثى) فهذا أيضا من التوكيد وإن
(٢) أي اتباعا فى اللفظ من غير أن يكون اتباعا فى المعنى كما فى قول الشاعر :
علفتها تبنا وماء باردا
و يخرج النحويون هذا على إضمار عامل مناسب للمعطوف.
(٣) الآيتان ٢٢، ٢٣ سورة الواقعة. وهو يريد قراءة خفض (حور) عطفا على قوله. «بأكواب وأباريق» فهذا عطف فى اللفظ لا فى المعنى لأن المعنى أن يطاف عليهم بالأكواب وبالحور، وهذا لا يليق بالحور.
(٤) جواب الشرط محذوف أي لجاز.
(٥) ش، ب :«الهاء عماد».
(٦) أي تكف عن أن تطلب غيرها. وهى عند البصريين ضمير الشأن. [.....]
(٧) ا :«كما».
(٨) الآية ١٩٦ سورة البقرة.
(٩) الآية ١٦٧ سورة آل عمران.
(١٠) ا :«حرف».
(١١) الآية ٢٣ سورة ص. وقراءة الجمهور :«نعجة واحدة» وقراءة (أنثى) من الشواذ المخالفة لرسم المصحف.