معاني القرآن، ج ٢، ص : ٢٣٦
قلت إنّ كل واحدة مستغنية بنفسها يجوز الوقوف عليها فإن نصبها كنصب قوله «١» : قمت ثمّت جلست، وبمنزلة قول الشاعر «٢» :
ماويّ بل ربّتما غارة شعواء كاللذعة بالميسم
فنصب هيهات بمنزلة هذه الهاء التي فى ربّت لأنها دخلت على ربّ وعلى ثمّ، وكانا أداتين، فلم يغيّرهما عن أداتهما فنصبا «٣». قال الفراء : واختار «٤» الكسائي الهاء، وأنا أقف على التاء.
وقوله : فَجَعَلْناهُمْ غُثاءً [٤١] كغثاء الوادي يبّسا «٥» بالعذاب.
وقوله : ثُمَّ أَرْسَلْنا رُسُلَنا تَتْرا [٤٤] أكثر العرب على ترك التنوين، تنزّل بمنزلة تقوى ومنهم من نوّن فيها وجعلها ألفا كألف الإعراب، فصارت فى تغيّر «٦» واوها بمنزلة التراث والتجاه. وإن شئت جعلت بالياء منها كأنها أصليّة «٧» فتكون بمنزلة المعزى تنوّن ولا تنوّن «٨».
ويكون الوقوف «٩» عليها حينئذ بالياء وإشارة «١٠» إلى الكسر. وإن جعلتها ألف إعراب لم تشر لأنك لا تشير إلى ألفات الإعراب بالكسر، ولا تقول رأيت زيدى «١١» ولا عمرى.
وقوله : وَآوَيْناهُما إِلى رَبْوَةٍ [٥٠] الربوة : ما ارتفع من الأرض. وقوله :(ذاتِ قَرارٍ)
(٢) هو ضمرة بن ضمرة النهشلي كما فى شواهد العيني فى مبحث حروف الجر. وماوى مرخم ماوية اسم امرأة.
والغارة الشعواء : الفاشية المتفرقة. والميسم : الأداة يكوى بها
(٣) ا :«فنصبت» [.....]
(٤) فى ا :«و كان الكسائي يختار الوقوف على الهاء، وأنا أختار التاء فى الوقف على هيهات».
(٥) جمع يابس
(٦) يريد أن التاء أصلها واو فأبدلت تاء كما فى تاءى التراث والتجاه أصلهما واو
(٧) أي ملحقة
(٨) إنما يترك التنوين إذا قدرت الألف للتأنيث ولم تجعل كالأصلية.
(٩) ا :«الوقف»
(١٠) يريد الإماتة
(١١) كتبت الألف فيهما ياء للامالة كما يكتب الفتى والندى. ورسما فى ا :«زيدا وعمرا» وكتب فوق كل «منهما : بمال»