معاني القرآن، ج ٢، ص : ٢٣٧
منبسطة وقوله (وَ مَعِينٍ) : الماء الظاهر والجاري. ولك أن تجعل المعين مفعولا من العيون، وأن تجعله فعيلا من الماعون ويكون أصله المعن. قال الفراء :(المعن «١» الاستقامة)، وقال عبيد بن الأبرص :
واهية أو معين معن أو هضبة دونها لهوب «٢»
و قوله : يا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ [٥١] أراد النبىّ «٣» فجمع كما يقال فى الكلام للرجل الواحد : أيّها ١٢٤ ب القوم كفّوا عنا أذاكم. ومثله (الَّذِينَ «٤» قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ) الناس واحد (معروف كان «٥» رجلا من أشجع يقال له نعيم ابن مسعود).
وقوله : وَإِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ [٥٢] قرأها عاصم «٦» والأعمش بالكسر على الائتناف «٧».
وقرأها أهل الحجاز والحسن (وأنّ هذه أمّتكم) والفتح على قوله (إِنِّي بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ) وعليم «٨» بأن هذه أمتكم. فموضعها خفض لأنها مردودة على (ما) وإن شئت كانت منصوبة بفعل مضمر كأنك قلت : واعلم هذا.
وقوله : فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ [٥٣] : فرّقوه. تفرّقوا يهود ونصارى. ومن قال (زُبُراً)
(٢) من معلقته. وقبله فى وصف دمعه :
عيناك دمعاهما سروب كأن شأنيهما شعيب
و سروب : جار.. والشأن : مجرى الدمع. والشعيب : القربة المنشقة، فقوله :«واهية» وصف «شعيب» واللهوب جمع لهب وهو مهواة ما بين الجبلين. يشبه مجارى دمعه بقربة واهية منشقة أو ماء حار أو ماء هضبة عالية ودونها مهاو ومهابط
(٣) فى الطبري أنه عيسى عليه السلام
(٤) الآية ١٧٣ سورة آل عمران
(٥) فى ا :«و هو نعيم بن مسعود كان رجلا من أشجع» :
(٦) وكذلك حمزة والكسائي وخلف [.....]
(٧) ا :«الاستئناف»
(٨) سقط فى ا