معاني القرآن، ج ٢، ص : ٢٤٦
بينه وبين ربه، وشهادته «١» ملقاة. وقد كان بعضهم يرى شهادته جائزة إذا تاب ويقول : يقبل «٢» اللّه توبته ولا نقبل نحن شهادته!
و قوله : وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْواجَهُمْ [٦] بالزنى نزلت فى عاصم بن عدىّ لمّا أنزل اللّه الأربعة الشهود، قال : يا رسول اللّه إن دخل أحدنا فرأى على بطنها رجلا (يعنى امرأته) احتاج أن يخرج فيأتى بأربعة شهداء إلى ذلك «٣» ما قد قضى حاجته وخرج. وإن قتلته قتلت ١٢٦ ب به. وإن قلت : فعل بها جلدت الحدّ. فابتلى بها. فدخل على امرأته وعلى بطنها رجل، فلا عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم بينهما. وذلك أنها كذّبته فينبغى أن يبتدئ الرجل فيشهد فيقول : واللّه الذي لا إله إلا هو إنّى صادق فيما رميتها به من الزنى، وفى الخامسة، وإنّ عليه لعنة اللّه إن كان من الكاذبين فيما رماها به من الزنى : ثم تقول المرأة فتفعل مثل ذلك، ثم تقوم فى الخامسة فتقول :
إنّ عليها غضب اللّه إن كان من الصّادقين فيما رماها به من الزنى. ثم يفرّق بينهما فلا يجتمعان أبدا.
وأمّا رفع قوله (فَشَهادَةُ أَحَدِهِمْ) فإنه من جهتين. إحداهما : فعليه أن يشهد فهى «٤» مضمرة، كما أضمرت ما يرفع (فَصِيامُ «٥» ثَلاثَةِ) وأشباهه، وإن شئت جعلت رفعه بالأربع الشهادات : فشهادته أربع شهادات كأنك قلت والذي يوجب من الشهادة أربع، كما تقول : من أسلم فصلاته خمس.
وكان الأعمش ويحيى يرفعان «٦» الشهادة والأربع، وسائر القراء يرفعون الشهادة وينصبون الأربع لأنهم يضمرون للشهادة ما يرفعها، ويوقعونها على الأربع. ولنصب الأربع وجه آخر. وذلك أن

(١) أي مطروحة لا اعتداد بها. وقد يكون الأصل :«ملغاة».
(٢) الكلام على الاستفهام الإنكارى فالهمزة محذوفة.
(٣) أي إلى أن يحصل ذلك وهو الإتيان بأربعة شهداء، وقوله :«ما قد قضى حاجته» أي يكون الزاني قضى حاجته وخرج فكلمة (ما) زائدة.
(٤) أي (عليه).
(٥) الآية ١٩٦ سورة البقرة، والآية ٨٩ سورة المائدة.
(٦) قرأ برفع (أربع) حفص وحمزة والكسائي وخلف. وقرأ الباقون بالنصب


الصفحة التالية
Icon