معاني القرآن، ج ٢، ص : ٢٤٩
ثم قال (أُولئِكَ مُبَرَّؤُنَ) يعنى عائشة وصفوان بن المعطّل الذي قذف معها. فقال (مبرّءون) للاثنين كما قال (فَإِنْ كانَ لَهُ إِخْوَةٌ فلكلّ واحد) يريد أخوين فما زاد، لذلك حجب بالإثنين.
ومثله (وَ كُنَّا لِحُكْمِهِمْ شاهِدِينَ) يريد داود وسليمان. وقرأ ابن عباس (وكنّا لحكمهما شاهدين) فدلّ على أنهما اثنان.
وقوله : حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا [٢٧] يقول : تستأذنوا. حدثنا أبو العباس قال حدثنا محمد قال حدثنا الفرّاء قال حدثنى حبّان عن الكلبىّ عن أبى صالح عن ابن عباس (حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا) : تستأذنوا قال :
هذا مقدّم ومؤخر إنما هو حتى تسلموا وتستأذنوا. وأمروا أن يقولوا : السّلام عليكم أأدخل؟
و الاستئناس فى كلام العرب : اذهب فاستأنس هل ترى أحدا. فيكون هذا المعنى : انظروا «١» من فى الدار.
وقوله : لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ [٢٩] وهى البيوت التي تتّخذ للمسافرين : الخانات وأشباهها.
وقوله (فِيها مَتاعٌ لَكُمْ) أي منافع لكم. يقول تنتفعون بها وتستظلّون بها من الحرّ والبرد (قال الفراء الفندق مثل الخان «٢» قال : وسمعت أعرابيا من قضاعة يقول فنتق).
وقوله : وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ [٣١] الزينة : الوشاح والدّملج «٣» (إِلَّا ما ظَهَرَ مِنْها) مثل الكحل والخاتم والخضاب (وَ لْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلى جُيُوبِهِنَّ) يقول لتخمّر نحرها وصدرها بخمار. وذلك أن نساء الجاهلية كنّ يسدلن خمرهن من ورائهن فينكشف ما قدامها، فأمرن بالاستتار. ثم قال مكرّرا (وَ لا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ) يعنى الوشاح والدّملوج «٤» لغة (إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبائِهِنَّ) من النسب إلى قوله (أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُنَّ).

(١) ا :«انظر».
(٢) سقط ما بين القوسين في ا.
(٣) الدملج : المعضد وهى حلية تلبس فى العضد.
(٤) يريد أنه لغة فى الدملج. [.....]


الصفحة التالية
Icon