معاني القرآن، ج ٢، ص : ٢٥
علامتها «١». ثم قال (مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ) يقول : من ظالمى أمّتك يا محمد. ويقال «٢» : ما هى من الظالمين يعنى قوم لوط الّذى لم يكن تخطئهم.
وقوله : إِنِّي أَراكُمْ بِخَيْرٍ [٨٤] يقول : كثيرة أموالكم فلا تنقصوا المكيال وأموالكم كثيرة يقال رخيصة أسعاركم (ويقال «٣») : مدّهنين «٤» حسنة سحنتكم.
وقوله : بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ [٨٦].
يقول : ما أبقى لكم من الحلال خير لكم، ويقال بقيّة اللّه خير لكم أي مراقبة اللّه خير لكم.
وقوله : أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ ويقرأ (أ صلاتك «٥» تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل [٨٧] معناه : أو تأمرك أن نترك أن تفعل (فِي أَمْوالِنا ما نَشؤُا) فأن مردودة «٦» على (نترك).
وفيها وجه آخر تجعل الأمر كالنهى كأنه قال : أصلواتك تأمرك بذا وتنهانا عن ذا. وهى حينئذ مردودة على (أن) الأولى لا إضمار فيه كأنك قلت : تنهانا أن نفعل فى أموالنا ما نشاء كما تقول :
أضربك أن تسيئ كأنه قال : أنهاك بالضرب عن الإساءة. وتقرأ (أو أن نفعل فى أموالنا ما تشاء) و(نشاء) «٧» جميعا.

(١) ب :«علاماتها»
(٢) ا :«بل» [.....]
(٣) سقط ما بين القوسين في ا
(٤) هذا الضبط من ا. والادهان استعمال الدهن أو التطلى به، وكان المعنى من الأول فان الدهن علامة الخصب، مقتضى الذي فى القاموس ضبطه :«مدهنين» بفتح الدال وتشديد الدال المفتوحة اسم مفعول من دهنه، وهم الذين تظهر عليهم آثار النعيم
(٥) هى قراءة حفص وحمزة والكسائي وخلف كما فى الإتحاف
(٦) يريد أنها متعلقة بنترك لا بتأمر
(٧) فى الكشاف أنها قراءة ابن أبى عبلة


الصفحة التالية
Icon