معاني القرآن، ج ٢، ص : ٢٦٨
نزّلناه تنزيلا. ويقال : إن (كذلك) من قول اللّه، انقطع الكلام من قيلهم (جملة واحدة) قال اللّه : كذلك أنزلناه يا محمّد متفرقا لنثبّت به فؤادك.
وقوله : وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً [٣٣] بمنزلة قوله (أَصْحابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا) فى معنى الكلام والنصب.
وقوله : فَقُلْنَا اذْهَبا [٣٦] وإنما أمر موسى وحده بالذهاب فى المعنى، وهذا بمنزله قوله (نَسِيا «١» حُوتَهُما)، وبمنزلة قوله (يَخْرُجُ «٢» مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ) وإنما يخرج من أحدهما وقد فسّر شأنه.
وقوله : وَقَوْمَ نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْناهُمْ [٣٧] نصبتهم بأغرقناهم وإن شئت بالتدمير المذكور قبلهم.
وعادا وثمود وأصحاب الرّسّ وقرونا [٣٨] منصوبون بالتدمير قال الفراء يقال : إن الرسّ بئر.
وقوله : وَكُلًّا تَبَّرْنا تَتْبِيراً [٣٩] أهلكناهم وأبدناهم إبادة.
وقوله : أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ [٤٣] كان أحدهم يمرّ بالشيء الحسن من الحجارة فيعبده فذلك قوله (اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ).
وقوله : كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ [٤٥] ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس. وقوله (وَ لَوْ شاءَ لَجَعَلَهُ ساكِناً) يقول دائما. وقوله (ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا) يقول : إذا كان فى موضع ١٣١ ب شمس كان فيه قبل ذلك ظلّ، فجعلت الشمس دليلا على الظلّ.
ثمّ قبضناه إلينا قبضا يسيرا [٤٦] يعنى الظلّ إذا لحقته الشمس قبض الظلّ قبضا يسيرا، يقول : هيّنا خفيّا.

(١) الآية ٦١ سورة الكهف
(٢) الآية ٢٢ سورة الرحمن


الصفحة التالية
Icon