معاني القرآن، ج ٢، ص : ٢٧٨
و قوله : أَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ [٧] يقول : حسن، يقال : هو كما تقول للنخلة :
كريمة إذا طاب حملها، أو أكثر كما يقال للشاة وللناقة كريمة إذا غزرتا. قال الفراء : من كلّ زوج من كل لون.
وقوله : فى كلّ هذه السّورة (وَ ما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ) فى علم اللّه. يقول : لهم فى القرآن وتنزيله آية ولكنّ أكثرهم فى «١» علم اللّه لن يؤمنوا.
وقوله : قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلا يَتَّقُونَ [١١].
فقوله :(أَ لا يَتَّقُونَ) لو كان مكانها : ألا تتّقون كان صوابا لأن موسى أمر أن يقول لهم ألا تتّقون. فكانت التّاء تجوز لخطاب موسى إيّاهم. وجازت الياء لأنّ التّنزيل قبل الخطاب، وهو بمنزلة قول اللّه (قُلْ «٢» لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ) و(سيغلبون).
وقوله : وَيَضِيقُ صَدْرِي [١٣] مرفوعة لأنّها مردودة على (أخاف) ولو نصبت بالرد على (يكذبون) كانت نصبا صوابا. والوجه الرفع لأنّه أخبر أنّ صدره يضيق وذكر العلّة التي كانت بلسانه، فتلك ممّا لا تخاف لأنها قد كانت.
وقوله :(فَأَرْسِلْ إِلى هارُونَ) ولم يذكر معونة ولا مؤازرة. وذلك أن المعنى معلوم كما تقول : لو أتانى مكروه لأرسلت إليك، ومعناه : لتعيننى وتغيثنى. وإذا كان المعنى معلوما طرح منه ما يردّ الكلام إلى الإيجاز.
وقوله : وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ [١٩] قتله النفس فالفعلة منصوبة الفاء لأنها مرّة واحدة.
ولا تكون وهى مرّة فعلة. ولو أريد بها مثل «٣» الجلسة والمشية جاز كسرها. حدّثنا أبو العباس
(٢) الآية ١٢ سورة آل عمران.
(٣) سقط فى ا.