معاني القرآن، ج ٢، ص : ٢٨٨
قوله :(خالِدِينَ «١» فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ) هو فى المعنى :
إلّا الذي شاء ربّك من الزيادة. فلا تجعل إلا (فى «٢» منزلة) الواو ولكن بمنزلة سوى. فإذا كانت سوى فى موضع إلّا صلحت بمعنى الواو لأنك تقول : عندى مال كثير سوى هذا أي وهذا عندى كأنك قلت : عندى مال كثير وهذا. وهو فى سوى أنفذ منه فى إلّا لأنك قد تقول : عندى سوى هذا، ولا تقول : إلّا هذا.
وقوله : وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آياتٍ [١٢] معناه : افعل هذا فهى آية فى تسع. ثم قال (إِلى فِرْعَوْنَ) ولم يقل : مرسل ولا مبعوث لأنّ شأنه معروف أنه مبعوث إلى فرعون. وقد قال الشاعر :
رأتنى بحبليها فصدّت مخافة وفى الحبل روعاء الفؤاد فروق «٣»
أراد : رأتنى أقبلت بحبليها : بحبلى النّاقة فأضمر فعلا، كأنه قال : رأتنى مقبلا.
وقوله (وَ إِلى «٤» ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً) نصب بإضمار (أرسلنا).
وقوله : وَجَحَدُوا بِها وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوًّا [١٤] يقول : جحدوا بالآيات التسع بعد ما استيقنتها أنفسهم أنها من عند اللّه، ظلما وعلوّا. وفى قراءة عبد اللّه (ظلما وعليّا) مثل قوله :
(وَ قَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ «٥» عِتِيًّا) و(عتيّا).
وقوله : وَوَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ [١٦] كان لداوود - فيما ذكروا - تسعة عشر ولدا ذكرا، وإنما خصّ سليمان بالوراثة لأنها وراثة الملك.
وقوله (عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ) : معنى كلام الطير، فجعله كمنطق الرجل إذ فهم، وقد قال الشاعر :

(١) الآيتان ١٠٧، ١٠٨ سورة هود.
(٢) ا :«بمنزلة».
(٣) انظر ص ٢٣٠ من الجزء الأول.
(٤) الآية ٧٣ سورة الأعراف.
(٥) الآية ٨ سورة مريم.


الصفحة التالية
Icon