معاني القرآن، ج ٢، ص : ٢٩٠
و تدفن منه الصّالحات وإن يسىء يكن ما أساء النار فى رأس كبكبا «١»
١٣٦ ا فكأنه جهل الكبكب. وسمعت أبا السفّاح السّلولى يقول : هذا أبو صعرور قد جاء، فلم يجره لأنه ليس من عادتهم فى التسمية.
قال الفرّاء : الصعرور شبيه بالصمغ.
وقال الشاعر فى إجرائه :
الواردون وتيم فى ذرا سبأ قد عضّ أعناقهم جلد الجواميس
و لو جعلته اسما للقبيلة إن كان رجلا أو جعلته اسما لما حوله إن كان جبلا لم تجره أيضا.
وقوله : أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ [٢٥] تقرأ (ألّا يسجدوا) ويكون (يَسْجُدُوا) فى موضع نصب، كذلك قرأها حمزة. وقرأها أبو عبد الرحمن «٢» السّلمى والحسن وحميد الأعرج مخفّفة (ألا يسجدوا) على معنى ألا يا هؤلاء اسجدوا فيضمر هؤلاء، ويكتفى منها بقوله (يا) قال : وسمعت بعض العرب يقول : ألا يا ارحمانا، ألا يا تصدّقا علينا قال : يعنينى وزميلى.
وقال الشاعر - وهو الأخطل -
ألا يا أسلمي يا هند هند بنى بدر وإن كان حيّانا عدى آخر الدهر
حدثنا أبو العباس قال حدثنا محمد قال حدثنا الفراء قال حدثنى بعض المشيخة - وهو الكسائي - عن عيسى الهمداني قال : ما كنت أسمع المشيخة يقرءونها إلّا بالتخفيف على نيّة الأمر. وهى فى قراءة عبد اللّه (هلّا تسجدون للّه) بالتاء فهذه حجّة لمن خفّف. وفى قراءة أبىّ (أ لا تسجدون للّه الذي يعلم سرّكم وما تعلنون) وهو وجه الكلام لأنّها سجدة ومن قرأ (ألّا يسجدوا) فشدّد فلا ينبغى لها أن تكون سجدة لأن المعنى : زين لهم الشيطان ألّا يسجدوا واللّه أعلم بذلك.

(١) قبله :
و من يغترب عن قومه لا يزل يرى مصارع مظلوم مجرا ومسحبا
و كبكب : اسم جبل. وانظر اللسان (كبكب)
(٢) وقرأ أيضا بالتخفيف الكسائي ورويس وأبو جعفر.


الصفحة التالية
Icon