معاني القرآن، ج ٢، ص : ٢٩٤
أجترئ على ذلك وقرأ (فأصّدّق «١» وأكون) فزاد واوا فى الكتاب. ولست أستحبّ ذلك.
قوله : ارْجِعْ إِلَيْهِمْ [٣٧] هذا من قول سليمان لرسولها، يعنى بلقيس. وفى قراءة عبد اللّه (ارجعوا إليهم) وهو صواب على ما فسّرت لك من قوله (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ) «٢» من الذهاب بالواحد إلى الذين معه، فى كثير من الكلام.
وقوله : عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ [٣٩] والعفريت : القوىّ النافذ. ومن العرب من يقول للعفريت : عفرية. فمن قال : عفرية قال فى جمعه : عفار «٣». ومن قال : عفريت قال : عفاريت وجاز أن يقول : عفار وفى إحدى القراءتين (وما أهلّ «٤» به للطواغى) يريد جمع الطاغوت.
وقوله (أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقامِكَ) يعنى أن يقوم من مجلس القضاء. وكان يجلس إلى نصف النهار. فقال : أريد أعجل (من ذلك) «٥».
وقوله : قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ [٤٠] يقول : قبل أن يأتيك الشيء من مدّ بصرك فقال ابن عباس فى قوله (عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ) (يا حىّ «٦» يا قيّوم) فذكر أنّ عرشها غارفى موضعه ثم نبع عند مجلس سليمان.
وأمّا قوله : نَكِّرُوا لَها عَرْشَها [٤١] فإنه أمرهم بتوسعته ليمتحن عقلها إذا جاءت. وكان «٧» الشياطين قد خافت أن يتزوّجها سليمان فقالوا : إن فى عقلها شيئا، وإن رجلها كرجل الحمار : فأمر سليمان بتغيير العرش لذلك، وأمر بالماء فأجرى من تحت الصّرح وفيه السمك. فلمّا جاءت قيل لها
(٢) الآية ١ سورة الطلاق.
(٣) ا :«عفارى».
(٤) ليس فى الكتاب العزيز آية يكون فيها هذا. ولعله يريد :«و الذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها» فى الزمر. وقد قرأ الحسن «الطواغيت». [.....]
(٥) ا :«منك».
(٦) هذا بيان للعلم عنده.
(٧) ا :«كانت»