معاني القرآن، ج ٢، ص : ٣٠٧
حدّثنا أبو العباس قال : حدثنا محمد قال حدثنا الفراء، قال وحدّثنى غير واحد عن إسماعيل ابن أبى خالد عن أبى رزين أنه قرأ (سحران تظاهرا).
قال : وقال سفيان بن عيينة عن حميد قال : قال مجاهد : سألت ابن عباس وعنده عكرمة فلم يجبنى، فلمّا كانت «١» فى الثالثة قال عكرمة أكثرت عليه (ساحران تظاهرا) فلم ينكر ابن عباس، أو قال : فلو أنكرها لغيّرها. وكان عكرمة يقرأ (سِحْرانِ) بغير ألف ويحتجّ بقوله :(قُلْ فَأْتُوا بِكِتابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدى مِنْهُما أَتَّبِعْهُ) وقرأها أهل المدينة والحسن (ساحران تظاهرا).
وقوله : أَتَّبِعْهُ [٤٩] رفع «٢» لأنها صلة للكتاب لأنه نكرة وإذا جزمت «٣» - وهو الوجه - جعلته شرطا للأمر.
وقوله : وَلَقَدْ وَصَّلْنا لَهُمُ الْقَوْلَ [٥١] يقول : أنزلنا عليهم القرآن يتبع بعضه بعضا.
وقوله : إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ [٥٣] يقال : كيف أسلموا قبل القرآن وقبل محمد صلى اللّه عليه وسلم؟ وذلك «٤» أنهم كانوا يجدون صفة النبىّ صلى اللّه عليه وسلم فى كتابهم فصدّقوا به.
فذلك إسلامهم.
و(مِنْ قَبْلِهِ) هذه الهاء للنبى عليه السّلام. ولو كانت الهاء كناية عن القرآن كان صوابا، لأنهم قد قالوا : إنه الحقّ من ربّنا، فالهاء هاهنا أيضا تكون للقرآن ولمحمد صلى اللّه عليه وسلم.
وقوله : إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ [٥٦] يكون الحبّ على جهتين هاهنا :
إحداهما : إنك لا تهدى من تحبّه للقرابة.
والوجه الآخر يريد : إنك لا تهدى من أحببت أن يهتدى كقولك : إنك لا تهدى من تريد، كما تراه كثيرا فى التنزيل (وَ لكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ) أن يهديه.
(٢) هذا فى الآية التالية ٤٩. وفى ا بعد تلاوة الآية :«جزم» يريد الجزم فى «أتبعه»
(٣) الرفع قراءة زيد بن على كما فى البحر المحيط. وهى قراءة شاذة. والجزم هو القراءة المعول عليها.
(٤) هذا شروع فى الجواب عن السؤال