معاني القرآن، ج ٢، ص : ٣٢٢
و قال الآخر :
يا من يرى عارضا أكفكفه بين ذراعى وجبهة الأسد
و سمعت أبا ثروان العكلىّ يقول : قطع اللّه الغداة يد ورجل من قاله. وإنما يجوز هذا فى الشيئين يصطحبان مثل اليد والرجل، ومثل «١» قوله : عندى نصف أو ربع درهم، وجئتك قبل أو بعد العصر. ولا يجوز فى الشيئين يتباعدان مثل الدار والغلام : فلا تجيزنّ : اشتريت دار أو غلام زيد ولكن عبد أو أمة زيد، وعين أو أذن، ويد أو رجل، وما أشبهه.
وقوله : يَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَياةِ الدُّنْيا [٧] يعنى أهل مكّة. يقول : يعلمون التجارات والمعاش، فجعل ذلك علمهم. وأمّا بأمر الآخرة فعمون «٢».
وقوله : إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى [٨] يقول : ما خلقناهما (إِلَّا بِالْحَقِّ) للثواب والعقاب والعمل (وَ أَجَلٍ مُسَمًّى) : القيامة.
وقوله : وَأَثارُوا الْأَرْضَ [٩] : حرثوها (وَ عَمَرُوها أَكْثَرَ) مما كانوا يعمرون. يقول : كانوا يعمّرون أكثر من تعمير أهل مكّة فأهلكوا.
وقوله : ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ الَّذِينَ أَساؤُا السُّواى [١٠].
تنصب العاقبة بكان، وتجعل مرفوع (كان) فى (السّوءى). ولو رفعت العاقبة ونصبت (السّوءى) كان صوابا. و(السّوءى) فى هذا الموضع : العذاب، ويقال : النار.
وقوله (أَنْ كَذَّبُوا) لتكذيبهم، ولأن كذّبوا. فإذا ألقيت اللام كان نصبا.
وقوله : يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ [١٢] : ييأسون من كل خير، وينقطع كلامهم وحججهم. وقرأ
(٢) جمع عم وهو الضال عن الصواب