معاني القرآن، ج ٢، ص : ٣٢٣
أبو عبد الرحمن السلمىّ (يبلس المجرمون) بفتح اللام. والأولى أجود. قال الشاعر «١» :
يا صاح هل تعرف رسما مكرسا قال نعم أعرفه وأبلسا
و قوله : فَسُبْحانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ [١٧] يقول : فصلّوا اللّه (حِينَ تُمْسُونَ) وهى المغرب «٢» والعشاء (وَ حِينَ تُصْبِحُونَ) صلاة الفجر (وَ عَشِيًّا) صلاة العصر (وَ حِينَ تُظْهِرُونَ) صلاة الظهر.
وقوله : لَآياتٍ لِلْعالِمِينَ [٢٢] يريد العالم من الجنّ والإنس ومن «٣» قرأها (لِلْعالِمِينَ) فهو وجه جيّد لأنه قد قال (لَآياتٍ «٤» لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) و(لَآياتٍ «٥» لِأُولِي الْأَلْبابِ).
وقوله : وَمِنْ آياتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً [٢٤].
وقبل ذلك وبعده (أن أن) وكلّ صواب. فمن أظهر (أن) فهى فى موضع اسم مرفوع كما
قال (وَ مِنْ آياتِهِ «٦» مَنامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ) فإذا حذفت (أن) جعلت (من) مؤدّية عن اسم متروك يكون الفعل صلة له كقول الشاعر «٧» :
و ما الدهر إلّا تارتان فمنهما أموت وأخرى أبتغى العيش أكدح
١٤٤ ب/ كأنه أراد : فمنهما ساعة أموتها، وساعة أعيشها. وكذلك من آياته آية للبرق «٨» وآية لكذا. وإن شئت : يريكم من آياته البرق فلا تضمر (أن) ولا غيره.
وقوله : أَنْ تَقُومَ السَّماءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ [٢٥] يقول : أن تدوما قائمتين بأمره بغير عمد.
وقوله : وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ [٢٧] حدّثنا أبو العبّاس قال حدثنا محمد قال حدثنا الفرّاء قال : حدّث الحسن بن عمارة عن الحكم عن مجاهد أنه قال : الإنشاءة أهون عليه من الابتداء. قال أبو زكريّاء :

(١) هو العجاج. والمكرس : الذي صار فيه الكرس، وهو الأبوال والأبعار
(٢) ش، ب :«من المغرب»
(٣) هو حفص.
(٤) هذا يتكرر فى القرآن وجاء فى هذه السورة فى الآيتين ٢٤، ٢٨
(٥) الآية ١٩٠ سورة آل عمران.
(٦) الآية ٢٣ من هذه السورة.
(٧) هو ابن مقبل. وانظر كتاب سيبويه ١/ ٣٧٦. [.....]
(٨) يريد أن الأصل : من آياته آية يريكم فيها البرق.


الصفحة التالية
Icon