معاني القرآن، ج ٢، ص : ٣٢٨
و قوله : وَصاحِبْهُما فِي الدُّنْيا مَعْرُوفاً [١٥] أي أحسن صحبتهما.
وقوله : يا بُنَيَّ إِنَّها إِنْ تَكُ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ [١٦] يجوز نصب المثقال ورفعه.
فمن «١» رفع رفعه بتكن واحتملت النكرة ألّا يكون لها فعل فى كان وليس وأخواتها. ومن نصب جعل فى (تكن) اسما مضمرا مجهولا مثل الهاء التي فى قوله (إِنَّها إِنْ تَكُ) ومثل قوله (فَإِنَّها «٢» لا تَعْمَى الْأَبْصارُ) وجاز تأنيث (تَكُ) والمثقال ذكر لأنه مضاف إلى الحبّة والمعنى للحبّة، فذهب التأنيث إليها كما قال :
و تشرق بالقول الذي قد أذعته كما شرقت صدر القناة من الدم
و لو كان :(إن يك مثقال حبة) كان صوابا وجاز فيه الوجهان «٣». وقوله فتكن فى صخرة يقال : إنّها الصّخرة التي تحت الأرض : وهى سجّين : وتكتب فيها أعمال الكفّار. وقوله (يَأْتِ بِهَا اللَّهُ) فيجازى بها.
وقوله : ولا تصاعر [١٨] قرأها أهل المدينة وعاصم بن أبى النجود والحسن :(تُصَعِّرْ) بالتشديد : وقرأها يحيى «٤» وأصحابه بالألف (ولا تصاعر) يقول : لا تميل خدّك عن الناس من قولك : رجل أصعر. ويجوز ولا تصعر ولم أسمع به.
وقوله : إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْواتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ [١٩] يقول : إن أقبح الأصوات لصوت الحمير.
وأنت تقول : له وجه منكر إذا كان قبيحا. وقال (لَصَوْتُ الْحَمِيرِ) ولو قيل : أصوات الحمير لكان صوابا. ولكن الصّوت وإن كان أسند إلى جمع فإن الجمع فى هذا الموضع كالواحد.
وقوله : وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَباطِنَةً [٢٠] حدّثنا أبو العباس، قال : حدّثنا محمد،
(٢) الآية ٤٦ سورة الحج.
(٣) أي رفع (مثقال) ونصبه.
(٤) هذه قراءة نافع وأبى عمر والكسائي وخلف.