معاني القرآن، ج ٢، ص : ٣٣٠
أنفسهم كسر ثانية إذا جمع كما جمعوا ظلمة ظلمات «١» فرفعوا ثانيها اتباعا لرفعة أوّلها، وكما قالوا :
حسرات فأتبعوا ثانيها أولها. فلمّا لزمهم أن يقولوا : بنعمات استثقلوا أن تتوالى كسرتان فى كلامهم لأنا لم نجد ذلك إلّا فى الإبل وحدها. وقد احتمله بعض العرب فقال : نعمات وسدرات.
قوله : كُلُّ خَتَّارٍ [٣٢] الختّار : الغدّار وقوله (مَوْجٌ كَالظُّلَلِ) فشبّهه بالظلل والموج واحد لأن الموج يركب بعضه بعضا، ويأتى شىء بعد شىء فقال (كَالظُّلَلِ) يعنى السحاب.
وقوله : بِاللَّهِ الْغَرُورُ [٣٣] ما غرّك فهو غرور، الشيطان غرور، والدنيا غرور. وتقول غررته غرورا ولو قرئت ولا يغرنّكم باللّه الغرور يريد زينة الأشياء لكان صوابا.
وقوله : إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ [٣٤] فيه تأويل جحد المعنى : ما يعلمه غيره (وَ ما تَدْرِي نَفْسٌ ما ذا تَكْسِبُ غَداً) خرج هذا على الجحد. والمعنى الظاهر والأوّل معروف بالضمير للجحد.
وقوله (بِأَيِّ أَرْضٍ) وبأيّة أرض. فمن قال (بِأَيِّ أَرْضٍ) اجتزأ بتأنيث الأرض من أن يظهر فى أيّ تأنيثا آخر، ومن أنّث قال قد اجتزءوا بأيّ دون ما أضيف إليه، فلا بدّ من التّأنيث كقولك : مررت بامرأة، فتقول : أيّة، ومررت برجلين فتقول أيّين :
ومن سورة السجدة
قوله : الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ [٧] يقول : أحسنه فجعله حسنا. ويقرأ «٢» (أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ) قرأها «٣» أبو جعفر المدنىّ كأنه قال : ألهم خلقه كلّ ما يحتاجون إليه فالخلق، منصوبون
(٢، ٣) القراءة الأولى لنافع وعاصم وحمزة والكسائي وخلف وافقهم الحسن والأعمش. والقراءة الأخيرة بسكون اللام للباقين، هذا وفى ش :«فقرأها».