معاني القرآن، ج ٢، ص : ٣٢
(هذَا الْقُرْآنَ) منصوب بوقوع الفعل عليه. كأنك قلت : بوحينا «١» إليك هذا القرآن.
ولو خفضت (هذا) و(القرآن) كان صوابا : تجعل (هذا) مكرورا «٢» على (ما) تقول : مررت بما عندك متاعك تجعل المتاع مردودا على (ما) ومثله فى النحل :(وَ لا تَقُولُوا»
لِما تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ) و(الكذب) على ذلك.
وقوله : يا أبت «٤» لا تقف عليها بالهاء وأنت خافض لها فى الوصل لأن تلك الخفضة تدلّ على الإضافة إلى المتكلّم. ولو قرأ قارئ (يا أبت) لجاز (وكان «٥» الوقف على الهاء جائزا.
ولم يقرأ به أحد نعلمه. ولو قيل : يا أبت لجاز) الوقوف عليها (بالهاء «٦») من جهة، ولم يجز من أخرى. فأمّا جواز الوقوف على الهاء فأن تجعل الفتحة فيها من النداء ولا تنوى أن تصلها بألف الندبة فكأنه كقول الشاعر «٧» :
كلينى لهمّ يا أميمة ناصب
و أمّا الوجه الذي لا يجوز الوقف على الهاء فأن تنوى : يا أبتاه ثم تحذف الهاء والألف لأنها فى النّيّة متّصلة بالألف كاتّصالها فى الخفض بالياء من المتكلّم.
وأمّا قوله :(إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً) [٤] فإن العرب تجعل العدد ما بين أحد عشر

(١) لو أتى بمصدر (أَوْحَيْنا) لقال :«بإمحائنا» ولكنه أتى بمصدر الثلاثي إذ كان فى معنى الإيحاء.
(٢) يريد أن يكون بدلا.
(٣) الآية ١١٦ سورة النحل
(٤) قرأ بالخفض ابن كثير ويعقوب وهما يقفان بالهاء، كما فى الإتحاف.
(٥) سقط ما بين القوسين فى ا.
(٦) سقط ما بين القوسين فى ا، ب.
(٧) هو النابغة. وعجزه :
و ليل أقاسيه بطيء الكواكب
و قد روى «أميمة» بالضم والفتح وهو يريد رواية الفتح وانظر مختار الشعر الجاهلى ١٥٣. [.....]


الصفحة التالية
Icon