معاني القرآن، ج ٢، ص : ٣٣
إلى تسعة عشر منصوبا فى خفضه ورفعه. وذلك أنهم جعلوا اسمين معروفين «١» واحدا، فلم يضيفوا الأوّل إلى الثاني فيخرج من معنى العدد. ولم يرفعوا آخره فيكون بمنزلة بعلبكّ إذا رفعوا آخرها.
واستجازوا أن يضيفوا (بعل) إلى (بكّ) لأنّ هذا لا يعرف فيه الانفصال من ذا، والخمسة تنفرد من العشرة والعشرة من الخمسة، فجعلوهما بإعراب واحد لأن معناهما فى الأصل هذه عشرة وخمسة، فلمّا عدلا عن جهتهما أعطيا إعرابا واحدا فى الصرف «٢» كما كان إعرابهما واحدا قبل أن يصرفا.
فأمّا «٣» نصب كوكب فإنه خرج مفسّرا للنوع من كل عدد ليعرف ما أخبرت عنه. وهو فى الكلام بمنزلة قولك : عندى كذا وكذا درهما. خرج الدرهم مفسرا لكذا وكذا لأنها واقعة على كلّ شىء. فإذا أدخلت فى أحد عشر الألف واللام أدخلتهما فى أوّلها فقلت : ما فعلت الخمسة عشر.
و يجوز ما فعلت الخمسة العشر، فأدخلت عليهما الألف واللام مرّتين لتوهّمهم انفصال ذا من ذا فى حال. فإن قلت : الخمسة العشر لم يجز لأن الأوّل غير الثاني ألا ترى أن قولهم : ما فعلت الخمسة الأثواب لمن أجازه تجد الخمسة هى الأثواب ولا تجد العشر الخمسة. فلذلك لم تصلح إضافته بألف ولام. وإن شئت أدخلت الألف واللام أيضا فى الدرهم الذي يخرج مفسرا فتقول : ما فعلت الخمسة العشر الدرهم «٤»؟. وإذا أضفت الخمسة العشر «٥» إلى نفسك رفعت الخمسة. فتقول : ما فعلت خمسة عشرى؟ : ورأيت خمسة عشرى، (ومررت بخمسة «٦» عشرى) وإنما عرّبت الخمسة لإضافتك العشر، فلمّا أضيف العشر إلى الياء منك لم يستقم للخمسة أن تضاف إليها وبينهما عشر فأضيفت إلى عشر لتصير اسما، كما صار ما بعدها بالإضافة اسما. سمعتها من أبى فقعس الأسدى
(٢) يريد صرفهما عن حالة الإفراد إلى التركيب.
(٣) ا :«و أما».
(٤) ا :«الدراهم».
(٥) ش، ب :«العشر الدرهم».
(٦) سقط ما بين القوسين فى ا، ش.