معاني القرآن، ج ٢، ص : ٣٤
و أبى الهيثم العقيلىّ : ما فعلت خمسة عشرك؟ ولذلك لا يصلح للمفسر أن يصحبهما لأن إعرابيهما قد اختلفا. ب : اختلف، وإنما يخرج الدرهم والكوكب مفسرا لهما جميعا كما يخرج الدرهم من عشرين مفسرا لكلّها. فإذا أضفت العشرين دخلت فى الأسماء وبطل عنها التفسير. فخطأ أن تقول :
ما فعلت عشروك درهما، أو خمسة عشرك درهما. ومثله أنك تقول : مررت بضارب زيدا.
فإذا أضفت الضارب إلى غير زيد لم يصلح أن يقع على زيد أبدا.
ولو نويت بخمسة عشر أن تضيف الخمسة إلى عشر فى شعر لجاز، فقلت : ما رأيت خمسة عشر قطّ «١» خيرا منها، لأنك نويت الأسماء ولم تنو العدد. ولا يجوز للمفسّر أن يدخل هاهنا كما لم يجز فى الإضافة أنشدنى العكليّ أبو ثروان :
كلّف من عنائه وشقوته بنت ثمانى عشرة من حجّته «٢»
و من القرّاء «٣» من يسكّن العين من عشر «٤» فى هذا النوع كلّه «٥»، إلّا اثنا عشر. وذلك أنهم استثقلوا كثرة الحركات، ووجدوا الألف فى (اثنا) والياء فى (اثنى) ساكنة فكرهوا تسكين العين وإلى جنبها ساكن (ولا يجوز «٦» تسكين العين فى مؤنّث العدد لأن الشين من عشرة يسكن فلا يستقيم تسكين العين والشين معا).
وأمّا قوله (رَأَيْتُهُمْ لِي ساجِدِينَ) فإن هذه النون والواو إنما تكونان «٧» فى جمع ذكران الجنّ والإنس وما أشبههم. فيقال : الناس ساجدون، والملائكة والجنّ ساجدون : فإذا عدوت هذا

(١) سقط فى ش وب.
(٢) فى مختصر الشواهد للعينى فى باب العدد أنه رجز لم يدر راجزه. وقيل : قاله نفيع بن طارق.
(٣) هو أبو جعفر كما فى الإتحاف.
(٤) ش، ب :«عشرة».
(٥) سقط فى ا.
(٦) سقط ما بين القوسين فى ش.
(٧) ا :«يكون».


الصفحة التالية
Icon