معاني القرآن، ج ٢، ص : ٣٤٥
و قوله : هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ [٤٣] يغفر لكم، ويستغفر لكم ملائكته.
قوله : وَبَناتِ خالِكَ وَبَناتِ خالاتِكَ اللَّاتِي هاجَرْنَ مَعَكَ [٥٠] وفى قراءة عبد اللّه (وبنات خالك وبنات خالاتك واللاتي هاجرن معك) فقد تكون المهاجرات من بنات الخال والخالة، وإن كان «١» فيه الواو، فقال :(واللاتي). والعرب تنعت بالواو وبغير الواو كما قال الشاعر :
فإنّ رشيدا وابن مروان لم يكن ليفعل حتّى يصدر الأمر مصدرا
و أنت تقول فى الكلام : إن زرتنى زرت أخاك وابن عمّك القريب لك، وإن قلت : والقريب لك كان صوابا.
وقوله (وَ امْرَأَةً مُؤْمِنَةً) نصبتها ب (أحللنا) وفى قراءة عبد اللّه (وامرأة مؤمنة وهبت) ليس فيها (إن) ومعناهما واحد كقولك فى الكلام : لا بأس أن تسترقّ عبدا وهب لك، وعبدا إن وهب لك، سواء. وقرأ بعضهم (أن وهبت) بالفتح على قوله : لا جناح عليه أن ينكحها فى أن وهبت، لا جناح عليه فى هبتها نفسها. ومن كسر جعله جزاء. وهو مثل قوله (لا يَجْرِمَنَّكُمْ «٢» شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ) و(إن صدّوكم) (إِنْ أَرادَ النَّبِيُّ) مكسورة لم يختلف فيها.
وقوله (خالِصَةً لَكَ) يقول : هذه الخصلة خالصة لك ورخصة دون المؤمنين، فليس للمؤمنين أن يتزوّجوا امرأة بغير مهر. ولو رفعت (خالصة) لك على الاستئناف كان صوابا كما قال (لَمْ يَلْبَثُوا «٣» إِلَّا ساعَةً مِنْ نَهارٍ بَلاغٌ) أي هذا بلاغ : وما كان من سنّة اللّه، وصبغة اللّه وشبهه فإنه منصوب لاتصاله بما قبله على مذهب حقّا وشبهه. والرفع جائز لأنه كالجواب ألا ترى
(٢) الآية ٢ سورة المائدة. [.....]
(٣) الآية ٣٥ سورة الأحقاف.