معاني القرآن، ج ٢، ص : ٣٦
و تكون هذه الضمّة مثل قوله (وَ حِيلَ «١») (وَ سِيقَ «٢») وزعم الكسائىّ أنه سمع أعرابيّا يقول (إِنْ كُنْتُمْ «٣» لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ).
وقوله :(وكذلك يجتبيك ربّك) [٦] جواب لقوله (إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً) فقيل له : وهكذا يجتبيك ربّك. كذلك وهكذا سواء فى المعنى. ومثله فى الكلام أن يقول الرجل قد فعلت اليوم كذا وكذا من الخير فرأيت عاقبته محمودة، فيقول له القائل : هكذا السعادة، هكذا التوفيق و(كَذلِكَ) يصلح فيه. و(يَجْتَبِيكَ) بصطفيك.
قوله :(وَ نَحْنُ عُصْبَةٌ) [٨] والعصبة : عشرة فما زاد.
وقوله :(أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضاً يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ) [٩] جواب للأمر ولا يصلح الرفع فى (يخل) لأنه لا ضمير فيه. ولو قلت : أعرنى ثوبا ألبس لجاز الرفع والجزم لأنك تريد : ألبسه فتكون رفعا من صلة النكرة. والجزم على أن تجعله شرطا.
قوله :(وَ أَلْقُوهُ فِي غَيابَتِ الْجُبِّ) [١٠] واحدة «٤». وقد قرأ أهل الحجاز (غيابات) على الجمع (يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ) قرأه العامّة بالياء لأن (بعض) ذكر وإن أضيف إلى تأنيث. وقد قرأ «٥» الحسن - فيما ذكر «٦» عنه - ب : ذكروا (تلتقطه) بالتاء وذلك أنه ذهب إلى السّيارة والعرب إذا أضافت المذكّر إلى المؤنّث وهو فعل له «٧» أو هو بعض له قالوا فيه بالتأنيث والتذكير. وأنشدونا :

(١) فى الآية ٥٤ سورة سبأ.
(٢) فى الآيتين ٧١، ٧٣ سورة الزمر.
(٣) الآية ٤٣ سورة يوسف. وقد ضبط «للريا» بكسر الراء وفقا لما ا. وفى اللسان (رأى) ضبط بضم الراء.
(٤) يريد (غيابة) بالإفراد. وهو مقابل (غيابات) فى القراءة الأخرى. والإفراد قراءة غير نافع وأبى جعفر.
أما هما فقرأ ا (غيابات) كما فى الإتحاف. وقوله «أهل الحجاز» فالأولى. «أهل المدينة».
(٥) سقط فى ا
(٦) ا :«ذكروا».
(٧) سقط فى ا. [.....]


الصفحة التالية
Icon