معاني القرآن، ج ٢، ص : ٣٧١
و قوله : اسْتِكْباراً فِي الْأَرْضِ [٤٣] أي فعلوا ذلك استكبارا (وَ مَكْرَ السَّيِّئِ) أضيف المكر إلى السيّء وهو هو كما قال :(إِنَّ هذا «١» لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ) وتصديق ذلك فى قراء عبد اللّه (ومكرا سيّئا) وقوله (وَ مَكْرَ السَّيِّئِ) الهمزة فى (السّيّئ) مخفوضة/ ١٥٥ ب. وقد جزمها الأعمش وحمزة لكثرة الحركات، كما قال (لا يَحْزُنُهُمُ «٢» الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ) وكما قال الشاعر :
إذا اعوججن قلت صاحب قوّم «٣»
يريد صاحب قوّم فجزم الباء لكثرة الحركات. قال الفراء : حدثنى الرؤاسى عن أبى عمرو ابن العلاء (لا يحزنهم) جزم.
ومن سورة يس
قوله : يس [١] حدّثنا أبو العباس قال حدّثنا محمد قال حدّثنا الفرّاء قال : حدّثنى شيخ من أهل الكوفة عن الحسن نفسه قال : يس : يا رجل. وهو فى العربيّة بمنزلة حرف الهجاء كقولك :
حم وأشباهها.
القراءة بوقف النون من يس. وقد سمعت من العرب من ينصبها فيقول :(يس وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ) كأنه يجعلها متحركة كتحريك الأدوات إذا سكن ما قبلها مثل ليت ولعلّ ينصب منها ما سكن الذي يلى «٤» آخر حروفه. ولو خفض كما خفض جير «٥» لا أفعل ذلك خفضت لمكان الياء التي فى جير.
(٢) الآية ١٠٣ سورة الأنبياء.
(٣) بعده :
بالدو أمثال السفين العوم
و الدو : الصحراء. وأراد بأمثال السفين إبلا محملة تقطع الصحراء قطع السفن البحر. وانظر كتاب سيبويه والأعلم ٢/ ٢٩٧.
(٤) أي يكون بقربه. والحرف هنا قبله، وإن كان المتعارف فى الذي يلى أن يكون متأخرا.
(٥) جير بمعنى حقا. وتستعمل بمعنى اليمين.