معاني القرآن، ج ٢، ص : ٣٧٤
ذكرت النكرة فى شىء ثم أعيدت خرجت معرفة كقولك للرجل : قد أعطيتك درهمين، فيقول :
فأين الدرهمان؟ وقرأ عاصم «١» (فعززنا) خفيفة. وهو كقولك : شدّدنا وشددنا.
وقوله : لَنَرْجُمَنَّكُمْ [١٨].
يريد : لنقتلنكم. وعامّة ما كان فى القرآن من الرجم فهو قتل «٢»، كقوله (وَ لَوْ لا «٣» رَهْطُكَ لَرَجَمْناكَ).
وقوله : طائِرُكُمْ مَعَكُمْ [١٩] القراء مجتمعون على (طائِرُكُمْ) بالألف. والعرب تقول :
طيركم معكم.
وقوله :(أَ إِنْ ذُكِّرْتُمْ)
قراءة العامّة بالهمز وكسر ألف (إن).
وقرأ أبو رزين - وكان من أصحاب عبد اللّه - (أ أن ذكّرتم) ومن كسر قال «٤» (أَ إِنْ) جعله جزاء أدخل عليه ألف استفهام. وقد ذكر عن بعض القرّاء (طائركم معكم أين ذكّرتم) و(ذكرتم) يريد : طائركم معكم حيثما كنتم. والطائر هاهنا : الأعمال والرزق. يقول : هو فى أعناقكم.
ومن جعلها (أين) فينبغى له أن يخفّف (ذكرتم) وقد خفّف أبو جعفر المدنىّ (ذكرتم) ولا أحفظ عنه (أين).
وقوله : إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ [٢٥].
أي فاشهدوا لى بذلك. يقوله حبيب للرسل الثلاثة.
وقوله : بِما غَفَرَ لِي رَبِّي [٢٧] و(بما) تكون فى موضع (الذي) وتكون (ما) و(غفر) فى موضع مصدر. ولو جعلت (ما) فى معنى (أىّ) كان صوابا. يكون المعنى : ليتهم يعلمون بأيّ شىء غفر لى ربّى. ولو كان كذلك لجاز له فيه :(بم غفر لى ربّى) بنقصان الألف، كما تقول :
(٢) سبق له فى الكلام على الآية ٤٦ من سورة مريم أن فسر الرجم بالسب.
(٣) الآية ٩١ سورة هود.
(٤) سقط فى ا. وهو بدل من (كسر).