معاني القرآن، ج ٢، ص : ٣٩٠
مغيرة عن ابراهيم قال (فَانْظُرْ ما ذا تَرى ) : تشير، و(ما ذا تَرى ) : تأمر قال أبو زكريا : وأرى واللّه أعلم - أنه لم يستشره فى أمر اللّه، ولكنه قال : فانظر ما ترينى من صبرك أو جزعك، فقال (سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ) وقد يكون أن يطلع ابنه على ما أمر به لينظر ما رأيه وهو ماض على ما أمر به.
وقوله فلمّا أسلما وتلّه للجبين [١٠٣] يقول : أسلما أي فوّضا وأطاعا وفى قراءة عبد اللّه (سلّما) يقول سلّما من التسليم، كما تقول : إذا أصابتك مصيبة فسلّم لأمر اللّه أي فارض به.
وقد قال (افْعَلْ ما تُؤْمَرُ) ولم يقل (به) كأنه أراد : افعل الأمر الذي تؤمره. ولو كانت (به) كان وجها جيّدا وفى قراءة عبد اللّه (إنى أرى فى المنام افعل ما أمرت به).
ويقال أين جواب قوله (فَلَمَّا أَسْلَما)؟
و جوابها فى قوله (وَ نادَيْناهُ) والعرب ١٦٠ ا تدخل الواو فى جواب فلمّا (وحتّى إذا) وتلقيها.
فمن ذلك قول اللّه (حَتَّى إِذا جاؤُها «١» فُتِحَتْ) وفى موضع آخر (وَ فُتِحَتْ) «٢» وكلّ صواب. وفى قراءة عبد اللّه (فلمّا «٣» جهّزهم بجهازهم وجعل السّقاية) وفى قراءتنا بغير واو وقد فسرناه «٤» فى الأنبياء «٥».
وقوله : وَفَدَيْناهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ [١٠٧] والذّبح الكبش وكلّ ما أعددته للذبح فهو ذبح.
ويقال : إنه رعى فى الجنة أربعين خريفا فأعظم به. وقال مجاهد (عَظِيمٍ) متقبّل.
وقوله : وَنَصَرْناهُمْ فَكانُوا هُمُ الْغالِبِينَ [١١٦] فجعلهما كالجمع، ثم ذكرهما «٦» بعد ذلك اثنين وهذا من سعة العربيّة :
(٢) الآية ٧٣ سورة الزمر.
(٣) الآية ٧٠ سورة يوسف
(٤) ش :«فسرناها».
(٥) أي عند الكلام على قوله تعالى فى الآية ٩٧ :«و اقترب الوعد الحق».
(٦) أي فى قوله :«و آتيناهما الكتاب المستبين».