معاني القرآن، ج ٢، ص : ٣٩١
أن يذهب بالرئيس : النبىّ والأمير وشبهه إلى الجمع لجنوده وأتباعه، وإلى التوحيد لأنه واحد فى الأصل. ومثله (عَلى خَوْفٍ «١» مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَائِهِمْ) وفى موضع آخر «٢» (وَ مَلَأَهُ) وربّما ذهبت العرب بالاثنين إلى الجمع كما يذهب بالواحد إلى الجمع ألا ترى أنك تخاطب الرجل فتقول :
ما أحسنتم ولا أجملتم، وأنت تريده بعينه، ويقول الرجل للفتيا يفتى بها : نحن نقول : كذا وكذا وهو يريد نفسه. ومثل ذلك قوله فى سورة ص (وَ هَلْ أَتاكَ «٣» نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرابَ) ثم أعاد ذكرهما بالتثنية إذ قال : خصمان بغى بعضنا على بعض.
وقوله : وَإِنَّ إِلْياسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ [١٢٣] ذكر أنه نبىّ، وأنّ هذا الاسم اسم من أسماء العبرانيّة كقولهم : إسماعيل وإسحاق والألف واللام منه، ولو جعلته عربيّا من الأليس «٤» فتجعله إفعالا مثل الإخراج والإدخال لجرى «٥».
ثم قال : سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ [١٣٠] فجعله بالنون. والعجمىّ من الأسماء قد يفعل به هذا العرب. تقول : ميكال وميكائيل وميكائل وميكائين بالنون. وهى فى بنى أسد يقولون : هذا إسماعين قد جاء، بالنون، وسائر العرب باللام. قال : وأنشدنى بعض بنى نمير لضب صاده بعضهم :
يقول أهل السوق لما جينا هذا وربّ البيت إسرائينا «٦»
فهذا وجه لقوله : إلياسين. وإن شئت ذهبت بإلياسين إلى أن تجعله جمعا «٧». فتجعل أصحابه
(٢) الآية ١٠٣ سورة الأعراف. وتكرر فى مواطن أخرى
(٣) الآية ٢١ سورة ص. [.....]
(٤) الأليس : الذي لا يبرح بيته. ويقال أيضا : رجل أليس : شجاع.
(٥) أي لصرف ونون.
(٦) ا :«رب» فى مكان «أهل» وقوله :«إسرائين» أي ممسوخ إسرائين، وكان بعض العرب يعتقد أن الضباب كانت من بنى إسرائيل فمسخت. وانظر شواهد العيني على هامش الخزانة ٢/ ٤٢٥.
(٧) شىء :«جميعا»