معاني القرآن، ج ٢، ص : ٣٩٢
داخلين فى اسمه، كما تقول للقوم رئيسهم المهلّب : قد جاءتكم المهالبة والمهلّبون، فيكون بمنزلة قوله :
الأشعرين والسّعدين وشبهه. قال الشاعر «١» :
أنا ابن سعد سيّد السّعدينا
و هو فى الاثنين أكثر : أن يضمّ أحدهما إلى صاحبه إذا كان أشهر منه اسما كقول الشاعر «٢» :
جزانى الزّهدمان جزاء سوء وكنت المرء يجزى بالكرامه
و اسم أحدهما زهدم. وقال الآخر «٣» :
جزى اللّه فيها الأعورين ذمامة وفروة ثغر الثورة المتضاجم
و اسم أحدهما أعور :
و قد قرأ بعضهم (وإنّ اليأس) يجعل اسمه يأسا، أدخل عليه الألف واللام. ثم يقرءون (سلام على آل «٤» ياسين) جاء التفسير فى تفسير الكلبىّ على آل ياسين : على آل محمد صلى اللّه عليه وسلم.
والأوّل أشبه بالصّواب - واللّه أعلم - لأنها فى قراءة/ ١٦٠ ب عبد اللّه (وإنّ إدريس لمن المرسلين) (سلام على إدراسين) وقد يشهد على صواب هذا قوله :(وَ شَجَرَةً «٥» تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْناءَ) ثم قال فى موضع آخر (وَ طُورِ «٦» سِينِينَ) وهو معنى واحد وموضع واحد واللّه أعلم.
وقوله : أَتَدْعُونَ بَعْلًا [١٢٥] ذكروا أنه كان صنما من ذهب يسمّى بعلا، فقال (أَ تَدْعُونَ بَعْلًا) أي هذا الصّنم ربّا. ويقال : أتدعون بعلا ربّا سوى اللّه. وذكر عن ابن عبّاس أن ضالّة «٧»

(١) هو رؤية. وورد هذا الشطر فى كتاب سيبويه ١/ ٢٨٩، والرواية فيه :«أكرم» بالنصب على المدح ويريد بسعد سعد بن زيد مناة بن تميم وفيهم الشرف والعدد.
(٢) هو قيس بن زهير كما فى اللسان (زهدم)، قال أبو عبيدة : الزهدمان هما زهدم وكردم. وانظر اللسان
(٣) هو الأخطل كما فى اللسان (ثغر) وفيه «ملامة» فى مكان «ذمامة». والذمامة : العار وفى الطبري :
«دمامة» أي قبح خلقه وفروة لقب لمن يهجوه. والثغر للدابة فرجها والمتضاجم : المائل أو المعوج الفم. وهو من وصف فروة وحقه النصب، ولكنه جر للمجاورة.
(٤) فى الطبري :«اليأسين» وهو الموافق لما قبله.
(٥) الآية ٢٠ سورة المؤمنين.
(٦) الآية ٢ سورة التين.
(٧) أي وجدت وعرفت ليهدى إليها صاحبها.


الصفحة التالية
Icon