معاني القرآن، ج ٢، ص : ٣٩٦
و قوله : فإذا نزل بساحتهم معناه : بهم. والعرب تجتزىء بالسّاحة والعقوة «١» من القوم.
ومعناهما واحد : نزل بك العذاب وبساحتك سواء.
وقوله :(فَساءَ صَباحُ الْمُنْذَرِينَ) يريد : بئس صباح. وهى فى قراءة عبد اللّه (فبئس صباح المنذرين) وفى قراءة عبد اللّه آذنتكم بإذانة المرسلين لتسألنّ عن هذا النبأ العظيم، قيل له إنما هى وأذنت لكم فقال هكذا عندى.
ومن سورة ص
قوله ص، وَالْقُرْآنِ [١] جزمها القراء، إلّا الحسن فإنه خفضها بلا نون لاجتماع السّاكنين.
كانت بمنزلة من قرأ (ن وَالْقَلَمِ) و(يس وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ) جعلت بمنزلة الأداة كقول العرب :
تركته (حاث «٢» باث) و(خاز باز «٣») يخفضان لأن الذي بلى آخر الحرف ألف. فالخفض مع الألف، والنصب مع غير الألف. يقولون : تركته حيث بيث، ولأجعلنّك حيص «٤» بيص إذا ضيّق عليه.
وقال الشاعر :
لم يلتحصنى حيص بيص الحاصى «٥»
يريد الحائص فقلب كما قال :(عاق «٦») يريد : عائق.
وص فى معناها «٧» كقولك :/ ١٦١ ب وجب واللّه، ونزل واللّه، وحقّ واللّه. فهى جواب
(٢) أي إذا تركته مختلط الأمر كما فى التاج.
(٣) من معانى الخازباز أنه ذباب يكون فى الروض. [.....]
(٤) الذي فى كتب اللغة أن يقال : تركته فى حيص بيص.
(٥) الذي فى اللسان بيت لأمية بن أبى عائذ الهذلي هو :
قد كنت خراجا ولو جا صيرفا لم تلتحصتى حيص بيص الحاص
و هو من قصيدة فى ديوان الهذليين ٢/ ١٩٢. و«لم تلتحصنى» : لم تثبطنى. والحاص من أسماء الشدة والداهية.
والرواية هنا :«يلتحصنى» و«الحاصى» يريد كما يقول الفراء - : الحائص كأنه قال : لم يثبطنى المثبط :
(٦) أي فى قول الشاعر :
فلو أنى رميتك من بعيد لعاقك عن دعاء الذئب عاقى
(٧) ا :«معناهما».