معاني القرآن، ج ٢، ص : ٤٠٢
فعله. ولا يكادون يفعلون ذلك بغير المخاطب أو المتكلّم. من ذلك أن تقول للرّجل : أذاهب، أو أن يقول المتكلم : واصلكم إن شاء اللّه ومحسن إليكم. وذلك أن المتكلّم والمكلّم حاضران، فتعرف معنى أسمائهما إذا تركت. وأكثره فى الاستفهام يقولون : أجادّ، أمنطلق. وقد يكون فى غير الاستفهام.
فقوله (خَصْمانِ) من ذلك. وقال الشاعر :
و قولا إذا جاوزتما أرض عامر وجاوزتما الحيّين نهدا وخثعما
نزيعان من جرم بن زبّان إنهم أبوا أن يميروا فى الهزاهز محجما
و قال الآخر :
تقول ابنة الكعبىّ يوم لقيتها أمنطلق فى الجيش أم متثاقل
و قد جاء فى الآثار للراجع من سفر : تائبون آئبون، لربنا حامدون. وقال : من أمثال العرب :
محسنة فهيلى.
قال الفراء : جاء ضيف إلى امرأة ومعه جراب دقيق، فأقبلت تأخذ من جرابه لنفسها، فلمّا أقبل أخذت من جرابها إلى جرابه. فقال : ما تصنعين؟ قالت : أزيدك من دقيقى. قال : محسنة فهيلى. أي ألقى. وجاء فى الآثار : من أعان على قتل مؤمن بشطر كلمة جاء يوم القيامة مكتوبا «١» بين عينيه :
يائس من رحمة اللّه. وكلّ هذا بضمير ما أنباتك به.
ولو جاء فى الكتاب : خصمين بغى بعضنا لكان صوابا بضمير أتيناك خصمين، جئناك خصمين فلا تخفنا. ومثله قول الشاعر :
و قالت ألا يا اسمع نعظك بخطّة فقلت سميعا فانطقى وأصيبى
١٦٣ ا أي سميعا أسمع منك، أو سميعا وعظت. والرفع فيه جائز على الوجوه الاول.