معاني القرآن، ج ٢، ص : ٤٠٧
فهو صواب مثل : الجوار «١» والمناد «٢». وأشباه ذاك. وقد يكون فى قراءة عبد اللّه من القوّة من التأييد.
وقوله : إِنَّا أَخْلَصْناهُمْ بِخالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ [٤٦] فردّ (ذِكْرَى الدَّارِ) وهى معرفة على (خالصة) وهى نكرة. وهى كقراءد مسروق (بِزِينَةٍ «٣» الْكَواكِبِ ] ومثله/ ١٦٤ ا قوله (هذا «٤» وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَها) فردّ جهنّم وهى معرفة على (لَشَرَّ مَآبٍ) وهى نكرة. وكذلك قوله :(وَ إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ «٥» لَحُسْنَ مَآبٍ جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً) والرفع فى المعرفة كلّها جائز على الابتداء.
أنشدنى بعض العرب :
لعمرك ما نخلى بدار مضيعة ولا ربّها إن غاب عنها بخائف
و إن لها جارين لن يغدرا بها ربيب النّبىّ وابن خير الخلائف
فرفع على الابتداء.
وقد قرأ أهل الحجاز (بِخالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ) أضافوها. وهو وجه حسن. ومنه :
(كَذلِكَ «٦» يَطْبَعُ اللَّهُ عَلى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ) ومن قال (قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ) جعل القلب هو المتكبّر.
وقوله : وَاذْكُرْ إِسْماعِيلَ وَالْيَسَعَ [٤٨] قرأه أصحاب «٧» عبد اللّه بالتشديد. وقرأه العوامّ (اليسع) بالتخفيف. والأوّل أشبه بالصّواب وبأسماء الأنبياء من بنى إسرائيل. حدّثنا أبو العباس
(٢) الآية ٤١ سورة ق.
(٣) الآية ٦ سورة الصافات.
(٤) الآيتان ٥٥، ٥٦ سورة ص.
(٥) الآيتان ٤٩، ٥٠ سورة ص.
(٦) الآية ٣٥ سورة غافر. وقراءة تنوين قلب قراءة أبى عمرو.
(٧) وهى قراءة حمزة والكسائي وسلف.