معاني القرآن، ج ٢، ص : ٤١
و قوله : وَأَلْفَيا سَيِّدَها لَدَى الْبابِ [٢٥] يعنى يوسف وامرأة العزيز وجدا العزيز وابن عم لامرأته على الباب، فقالت :(ما جَزاءُ مَنْ أَرادَ بِأَهْلِكَ سُوءاً) فقال : هى راودتنى عن «١» [نفسى فذكروا أن ابن عمّها قال :(إِنْ كانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكاذِبِينَ وَإِنْ كانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ) فلمّا رأوا القميص مقدودا من دبر قال ابن العمّ (إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ) ثم إن ابن العمّ طلب إلى يوسف فقال :(أَعْرِضْ عَنْ هذا) أي اكتمه، وقال للأخرى :(اسْتَغْفِرِي) زوجك (لِذَنْبِكِ).
قوله :(وَ شَهِدَ شاهِدٌ مِنْ أَهْلِها) [٢٦].
قال : حدّثنا الفرّاء قال : وحدّثنى قيس بن الربيع عن أبى حصين عن سعيد ابن جبير فى قوله :
(وَ شَهِدَ شاهِدٌ مِنْ أَهْلِها) قال : صبىّ. قال : وحدّثنى قيس عن رجل عن مجاهد أنه رجل. قال :
و حدّثنى معلّي بن هلال عن أبى يحيى عن مجاهد فى قوله :(وَ شَهِدَ شاهِدٌ مِنْ أَهْلِها) قال : حكم حاكم من أهلها.
ولو كان فى الكلام :(أن إن كان قميصه) لصلح لأن الشهادة تستقبل ب (أن) ولا يكتفى بالجزاء فإذا اكتفت فإنما ذهب بالشهادة إلى معنى القول كأنه قال : وقال قائل من أهلها، كما قال :(يُوصِيكُمُ «٢» اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ) فذهب بالوصية إلى القول، وأنشدنى الكسائىّ :
و خبّرتما أن إنّما بين بيشة ونجران أحوى «٣» والمحلّ قريب

(١) سقط ما بين القوسين فى ا
(٢) الآية ١١ سورة النساء.
(٣) أحوى وصف من الحوة، وهو سواد يضرب إلى الخضرة ويوصف به الشجر الأخضر والنبات الأخضر، وكأنه يريد أن ما بين بيشة ونجران كثير الشجر والنبات.


الصفحة التالية
Icon