معاني القرآن، ج ٢، ص : ٤٢
(والجناب «١» خصيب) فأدخل (أن) على (إنما) وهى بمنزلتها قال : وسمعت الفرّاء قال : زعم القاسم بن معن أن بئشة وزئنة أرضان مهموزتان.
وقوله : قَدْ شَغَفَها حُبًّا [٣٠] أي قد خرق شغاف «٢» قلبها وتقرأ «٣» (قد شعفها) بالعين وهو من قولك : شعف بها. كأنّه «٤» ذهب بها كلّ مذهب. والشعف : رءوس الجبال.
وقوله :(وَ أَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً) يقال : اتخذت لهنّ مجلسا. ويقال : إنّ متكا غير مهموز، فسمعت «٥» أنه الأترجّ. وحدّثنى شيخ من ثقات أهل البصرة أنه قال : الزّماورد «٦».
وقوله : وقطّعن أيديهنّ يقول : وخدشنها ولم يبنّ أيديهن، من إعظامه، وذلك قوله :
(حاشَ لِلَّهِ) أعظمته أن يكون بشرا، وقلن : هذا ملك. وفى قراءة «٧» عبد اللّه (حاشا للّه) بالألف، وهو فى معنى معاذ اللّه.
وقوله :(ما هذا بَشَراً) نصبت (بَشَراً) لأن الباء قد استعملت فيه فلا يكاد أهل الحجاز ينطقون إلا بالباء، فلمّا حذفوها أحبّوا أن يكون لها أثر فيما خرجت منه فنصبوا على ذلك ألا ترى أن كلّ ما فى القرآن أتى بالباء إلّا هذا، وقوله :(ما هُنَّ «٨» أُمَّهاتِهِمْ) وأما أهل نجد فيتكلّمون بالباء وغير الباء فإذا أسقطوها رفعوا. وهو أقوى الوجهين فى العربية. أنشدنى بعضهم :
لشتّان ما أنوى وينوى بنو أبى جميعا فما هذان مستويان

(١) هذه رواية أخرى فى تمام البيت فى مكان «و المحل قريب».
(٢) شغاف القلب غلافه.
(٣) ش :«يقرأ» وهى قراءة الحسن وابن محيصن.
(٤) هذا تفسير لقراءة العين فى الآية.
(٥) ا :«و سمعت».
(٦) هو طعام يتخذ من البيض واللحم.
(٧) قرأ أبو عمرو بالألف فى الوصل.
(٨) الآية ٢ سورة المجادلة. [.....]


الصفحة التالية
Icon