معاني القرآن، ج ٢، ص : ٤٣
تمنّوا لى الموت الذي يشعب الفتى وكلّ فتى والموت يلتقيان «١»
و أنشدونى :
ركاب حسيل أشهر الصيف بدّن وناقة عمرو ما يحلّ لها رحل
و يزعم حسل أنه فرع قومه وما أنت فرع يا حسيل ولا أصل «٢»
و قال الفرزدق :
أما نحن راءو دارها بعد هذه يد الدهر إلا أنّ يمرّ بها سفر «٣»
و إذا قدّمت الفعل قبل الاسم رفعت الفعل واسمه فقلت : ما سامع هذا وما قائم أخوك. وذلك أن الباء لم تستعمل هاهنا ولم تدخل ألا ترى أنه قبيح أن تقول : ما بقائم أخوك لأنها إنما تقع فى المنفىّ إذا سبق الاسم، فلمّا لم يمكن فى (ما) ضمير الاسم قبح دخول الباء. وحسن ذلك فى (ليس) :
أن تقول : ليس بقائم أخوك لأنّ (ليس) فعل يقبل المضمر، كقولك : لست ولسنا ولم يمكن ذلك فى (ما).
فإن قلت : فإنى أراه لا يمكن فى (لا) وقد أدخلت العرب الباء فى الفعل التي تليها «٤» فقالوا «٥» :
لا بالحصور ولا فيها بسوّار
قلت : إن (لا) أشبه بليس من (ما) ألا ترى أنك تقول : عبد اللّه لا قائم ولا قاعد، كما تقول :
عبد اللّه ليس قاعدا ولا قائما، ولا يجوز عبد اللّه ما قائم ولا قاعد فافترقتا هاهنا.

(١) ورد هذا البيت الثاني فى شواهد النحو فى مبحث المبتدأ، ونسبه العيني إلى الفرزدق. ويشعب : يفرق.
(٢) فرع القوم : الشريف فيهم.
(٣) من قصيدة له في مدح بنى ضبة. وانظر ديوانه ٣١٥ : وقوله :«بها» فى ا :«لها» والسفر : المسافرون ويد الدهر : طول الدهر.
(٤) أراد بالفعل الكلمة فأنث اسم الموصول لها. وأراد بالفعل هنا الوصف وفى ب :«الفعل يليها»
(٥) الشطر من بيت تقدم للأخطل. ونسبه إلى العرب لما سمعهم ينشدونه هكذا ويقرونه


الصفحة التالية
Icon