معاني القرآن، ج ٢، ص : ٤٢٠
قد همّت أمم الأنبياء بهم، ووعدوهم مثل هذا، فقالوا الشعيب (إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَراكَ بَعْضُ آلِهَتِنا بِسُوءٍ.) فقال اللّه (ا ليس اللّه بكاف عباده) أي محمدا عليه السلام والأنبياء قبله، وكلّ صواب.
وقوله : هَلْ هُنَّ كاشِفاتُ ضُرِّهِ [٣٨] وممسكات رحمته [٣٨] نوّن فيهما عاصم والحسن وشيبة المدنىّ. وأضاف «١» يحيى بن وثّاب. وكلّ صواب. ومثله (إِنَّ اللَّهَ «٢» بالِغُ أَمْرِهِ) و(بالِغُ أَمْرِهِ) و(مُوهِنُ «٣» كَيْدِ الْكافِرِينَ) و(مُوهِنُ كَيْدِ الْكافِرِينَ) وللإضافة معنى مضىّ من الفعل. فإذا رأيت الفعل قد مضى فى المعنى فآثر الإضافة فيه، تقول أخوك أخذ حقه، فتقول هاهنا :
أخوك آخذ حقّه. ويقبح أن تقول : آخذ حقّه. فإذا كان مستقبلا لم يقع بعد قلت : أخوك آخذ حقّه عن قليل، وآخذ حقّه عن قليل : ألا ترى أنك لا تقول : هذا قاتل حمزة مبغّضا، لأن معناه ماض فقبح التنوين لأنه اسم.
وقوله : اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنامِها [٤٢] والمعنى فيه يتوفّى الأنفس حين موتها، ويتوفّى التي لم تمت فى منامها عند انقضاء أجلها. ويقال : إن توفّيها نومها.
وهو أحبّ الوجهين إلىّ لقوله (فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضى عَلَيْهَا الْمَوْتَ).
ولقوله :(وَ هُوَ الَّذِي «٤» يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ) وتقرأ «٥» (قَضى عَلَيْهَا الْمَوْتَ) (وقضى عليها الموت).
وقوله : بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ [٤٩] خرجت (هى) بالتأنيث لتأنيث الفتنة. ولو قيل : بل هو فتنة لكان

(١) وهى قراءة أبى عمرو ويعقوب.
(٢) الآية ٣ سورة الطلاق. قرأ حفص بغير تنوين، والباقون بالتنوين.
(٣) الآية ١٨ سورة الأنفال قرأ حفص بالخفض من غير تنوين.
(٤) الآية ٦٠ سورة الأنعام.
(٥) قرأ بالبناء للمفعول حمزة والكسائي وخلف. وقرأ الباقون بالبناء للفاعل.


الصفحة التالية
Icon