معاني القرآن، ج ٢، ص : ٤٢١
صوابا كما قال (هذا رَحْمَةٌ «١» مِنْ رَبِّي) ومثله كثير فى القرآن. وكذلك قوله :(قَدْ قالَهَا «٢» الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) أنثت إرادة الكلمة ولو قيل : قد قاله الذين من قبلهم كان صوابا. ومثله فى الكلام أن تقول : قد «٣» فعلتها وفعلت ذاك : ومثله. قوله :(وَ فَعَلْتَ «٤» فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ) يجوز مكانها لو أتى : وفعلت فعلك.
وقوله : إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً [٥٣] هى فى قراءة عبد اللّه (الذنوب جميعا لمن يشاء) قال الفراء : وحدّثنى أبو إسحاق التّيمىّ عن أبى روق عن إبراهيم التيمىّ عن ابن عبّاس أنه قرأها كما هى فى مصحف عبد اللّه (يغفر الذنوب جميعا لمن يشاء) وإنما نزلت فى وحشىّ قاتل حمزة وذويه.
وقوله : أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتى [٥٦] أي افعلوا وأنيبوا وافعلوا (أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ) ألّا يقول أحدكم غدا (يا حَسْرَتى ) ومثله قوله :(وَ أَلْقى فِي «٥» الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ) أي لا تميد.
وقوله :(يا حَسْرَتى ) : يا ويلتا مضاف إلى المتكلّم يحوّل العرب الياء إلى الألف فى كلّ كلام كان معناه الاستغاثة، يخرج على لفظ الدعاء. وربّما قيل : يا حسرت «٦» كما قالوا : يا لهف على فلان، ويا لهفا عليه قال : أنشدنى أبو ثروان العكلىّ.
تزورونها أو لا أزور نساءكم ألهف لأولاد الإماء الحواطب
فخفض كما يخفض المنادى إذا أضافه المتكلّم إلى نفسه.
(٢) الآية ٥٠ سورة الزمر.
(٣) سقط فى ا.
(٤) الآية ١٩ سورة الشعراء.
(٥) الآية ١٥ سورة النحل، والآية ١٠ سورة لقمان.
(٦) رسمت هكذا فى ا بالتاء المفتوحة إذ كانت فى نية الإضافة إلى الياء المحذوفة فكانت فى الحشو لا فى الآخر.