معاني القرآن، ج ٢، ص : ٤٦
(ملّة آباي إبراهيم) و(دعاى «١» إلّا فرارا) بنصب الياء لأنه يترك الهمز ويقصر الممدود فيصير بمنزلة محياى وهداى.
وقوله :(قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيانِ [٤١]) ذكروا أنه لما عبّر لهما الرؤيا فقال للآخر :
تصلب رجعا عن الرؤيا، فقالا : لم نر شيئا فقال يوسف :(قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيانِ).
وقوله :(فَأَنْساهُ [٤٢] الشَّيْطانُ).
يقول : أنسى الشيطان يوسف أن يجعل ذكره ومستغاثه إلى اللّه. ويقال : أنسى الشيطان الساقي أن يذكر أمر يوسف.
وقوله :(ذِكْرَ رَبِّهِ) يقول : ذكر يوسف لمولاه.
وقوله :(فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ) ذكروا أنه لبث سبعا بعد خمس والبضع ما دون العشرة.
وقوله :(إِنِّي أَرى سَبْعَ بَقَراتٍ) [٤٣] هو من كلام العرب : أن يقول الرجل : إنى أخرج إلى مكّة وغير ذلك، فعلم أنّه للنوم ولو أراد الخبر لقال : إنى أفعل إنى أقوم فيستدلّ على أنها رؤيا «٢» لقوله : أرى، وإن لم يذكر نوما. وقد بيّنها إبراهيم عليه السلام فقال : إنّى «٣» أرى في المنام أنّى أذبحك) وقوله : أَضْغاثُ أَحْلامٍ [٤٤] رفع، لأنهم أرادوا : ليس هذه بشى إنما هى أضغاث أحلام «٤».
وهو كقوله :(ما ذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ «٥») كفروا فقالوا : لم ينزل شيئا، إنما هى

(١) الآية ٦ سورة نوح (١)
(٢) كذا. والأولى :«بقوله».
(٣) الآية ١٠٢ سورة الصافات.
(٤) سقط فى ا.
(٥) الآية ٢٤ سورة النحل.


الصفحة التالية
Icon