معاني القرآن، ج ٢، ص : ٤٩
قوله : فَأَرْسِلْ مَعَنا أَخانا نَكْتَلْ [٦٣] قرأ أصحاب «١» عبد اللّه (يكتل) وسائر الناس (نَكْتَلْ) كلاهما صواب من قال (نَكْتَلْ) جعله معهم فى الكيل. ومن قال (يكتل) يصيبه كيل لنفسه فجعل الفعل له خاصّة لأنهم يزادون به كيل بعير.
[قوله ] : فَاللَّهُ خَيْرٌ حافِظاً «٢» [٦٤] و(حفظا «٣» وهى فى قراءة عبد اللّه (واللّه خير الحافظين) وهذا شاهد للوجهين جميعا. وذلك أنك «٤» إذا أضفت أفضل إلى شىء فهو بعضه، وحذف المخفوض يجوز وأنت تنويه. فإن شئت جعلته خيرهم حفظا فحذفت الهاء والميم وهى تنوى فى المعنى وإن شئت جعلت (حافِظاً) تفسيرا لأفضل. وهو كقولك : لك أفضلهم رجلا ثم تلغى الهاء والميم فتقول لك أفضل رجلا وخير رجلا. والعرب : تقول لك أفضلها كبشا، وإنما هو تفسير الأفضل.
حدّثنا الفراء قال حدّثنا أبو ليلى السجستانىّ عن أبى حريز «٥» قاضى سجستان أن ابن مسعود قرأ (فَاللَّهُ خَيْرٌ حافِظاً «٦» وقد أعلمتك أنها مكتوبة فى مصحف عبد اللّه (خير الحافظين) وكان هذا - يعنى أبا ليلى - معروفا بالخير. وحدّثنا بهذا الإسناد عن عبد اللّه أنه قرأ (فلا أقسم «٧» بموقع النّجوم) (وَ إِنَّا لَجَمِيعٌ حاذِرُونَ) «٨» يقولون : مؤدون فى السلاح آدى يؤدى.
وقوله : يا أَبانا ما نَبْغِي [٦٥] كقولك فى الكلام ماذا تبغى؟ ثم قال (هذِهِ بِضاعَتُنا) كأنهم طيّبوا بنفسه «٩». و(ما) استفهام فى موضع نصب. ويكون معناها جحدا كأنهم قالوا :
لسنا نريد منك دراهم. واللّه أعلم بصواب ذلك.

(١) وهى قراءة حمزة والكسائي وخلف.
(٢) القراءة الأولى لحفص وحمزة والكسائي وخلف. والأخرى للباقين. لأ
(٣) القراءة الأولى لحفص وحمزة والكسائي وخلف. والأخرى للباقين. لأ
(٤) سقط فى ا.
(٥) ش :«جرير».
(٦) ش :«حفظا».
(٧) الآية ٧٥ سورة الواقعة. وهى قراءة حمزة والكسائي وخلف.
(٨) الآية ٥٦ سورة الشعراء. وهى قراءة عاصم وحمزة والكسائي وخلف وابن ذكوان وهشام.
(٩) كذا. وكأن الباء زائدة.


الصفحة التالية
Icon