معاني القرآن، ج ٢، ص : ٥٠
و قوله : إِلَّا أَنْ يُحاطَ بِكُمْ [٦٦] يقول : إلّا أن يأتيكم من اللّه ما يعذركم.
وقوله : يا بَنِيَّ لا تَدْخُلُوا مِنْ بابٍ واحِدٍ [٦٧] يقول : لا تدخلوا مصر من طريق واحد.
كانوا صباحا تأخذهم العين.
[وقوله ] : وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِما عَلَّمْناهُ [٦٨] يقول : إنه لذو علم لتعليمنا إيّاه ويقال : إنه لذو حفظ «١» لما علمناه.
وقوله : فَلا تَبْتَئِسْ [٦٩] معناه : لا تستكن من الحزن والبؤس. يقول : لا تحزن.
وقوله : فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهازِهِمْ جَعَلَ السِّقايَةَ [٧٠] «٢» جواب وربّما أدخلت العرب فى مثلها الواو وهى جواب على «٣» حالها كقوله فى أول السورة (فَلَمَّا «٤» ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيابَتِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ) والمعنى - واللّه أعلم - : أوحينا إليه. وهى فى قراءة عبد اللّه (فلمّا جهّزهم بجهازهم وجعل السّقاية) ومثله فى الكلام : لمّا أتانى وأثب عليه كأنه قال : وثبت عليه.
وربما أدخلت العرب فى جواب لمّا لكن. فيقول الرجل : لمّا شتمنى لكن أثب عليه، فكأنه استأنف الكلام استئنافا، وتوهّم أنّ ما قبله فيه جوابه. وقد جاء (الشعر «٥» فى كل ذلك) قال امرؤ القيس :
فلمّا أجزنا ساحة الحىّ وانتحى بنا بطن خبت ذى قفاف عقنقل «٦»

(١) ا :«حظ».
(٢) فى الأصول :«جوابا» ولا وجه للنصب. [.....]
(٣) ش :«فى».
(٤) الآية ١٠.
(٥) كذا. والأنسب :«فى الشعر كل ذلك».
(٦) البيت من معلقته. «انتحى» : اعترض. والخبت : المتسع من بطون الأرض. والقفاف جمع قف وهو ما ارتفع من الأرض. والعقنقل : المنعقد المتداخل.


الصفحة التالية
Icon