معاني القرآن، ج ٢، ص : ٥٥
الجمع ولا يكون فى معنى اثنين ألا ترى أنك تقول : كم عندك من درهم ومن دراهم، ولا يجوز :
كم عندك من درهمين. فلذلك كثرت التثنية ولم يجمع.
وقوله : وَجِئْنا بِبِضاعَةٍ مُزْجاةٍ [٨٨] ذكروا أنهم قدموا مصر ببضاعة، فباعوها بدراهم لا تنفق فى الطعام إلّا بغير سعر الجياد، فسألوا يوسف أن يأخذها منهم ولا ينقصهم. فذلك قوله :
(فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنا) بفضل ما بين السّعرين.
وقوله : يَأْتِ بَصِيراً [٩٣] أي يرجع بصيرا.
وقوله : لَوْ لا أَنْ تُفَنِّدُونِ [٩٤] يقول : تكذبون وتعجّزون وتضعفون.
وقوله : سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي [٩٨] قال : حدّثنا الفراء «١» (عن) شريك عن السّدّىّ فى هذه الآية أخّرهم «٢» إلى السّحر (قال أبو زكريا «٣» وزادنا حبّان عن الكلبىّ عن أبى صالح عن ابن عبّاس قال : أخّرهم إلى السحر) ليلة الجمعة.
وقوله : وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ [١٠٥] فآيات السّموات الشمس والقمر والنجوم. وآيات الأرض الجبال والأنهار وأشباه ذلك.
وقوله : وَما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ [١٠٦] يقول : إذا سألتهم من خلقكم؟
قالوا : اللّه، أو من رزقكم؟ قالوا : اللّه، وهم يشركون به فيعبدون الأصنام. فذلك قوله :
(وَ ما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ).
وقوله : أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي [١٠٨] يقول : أنا ومن اتّبعنى، فهو يدعو على بصيرة كما أدعو.
وقوله : وَلَدارُ الْآخِرَةِ [١٠٩] أضيفت الدار إلى الآخرة وهى الآخرة وقد تضيف العرب الشي ء

(١) ا :«قال حدثنى».
(٢) أي أخر الاستغفار لهم.
(٣) سقط ما بين القوسين فى ا.


الصفحة التالية
Icon