معاني القرآن، ج ٢، ص : ٥٩
أصلهنّ واحدا. وجاء فى الحديث عن النبي صلى اللّه عليه وسلم : إن عمّ الرجل صنو أبيه ثم قال :(تسقى بِماءٍ واحِدٍ) و(يُسْقى ) «١» فمن قال بالتاء ذهب إلى تأنيث الزروع والجنّات والنخل. ومن ذكّر ذهب إلى النبت : ذلك كلّه يسقى بماء واحد، كلّه مختلف : حامض وحلو.
ففى هذه آية.
وقوله : وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمُ الْمَثُلاتُ [٦] يقول : يستعجلونك بالعذاب وهم آمنون له، وهم يرون العقوبات المثلات فى غيرهم ممّن قد مضى.
هى المثلات وتميم تقول : المثلات، وكذلك قوله :(وَ آتُوا «٢» النِّساءَ صَدُقاتِهِنَّ) حجازية. وتميم :
صدقات، واحدها «٣» صدقة. قال الفراء : وأهل الحجاز يقولون : أعطها صدقتها، وتميم نقول :
أعطها صدقتها فى لغة تميم.
وقوله : إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ [٧] قال بعضهم : نبىّ. وقال بعضهم : لكل قوم هاد يتّبعونه، إمّا بحق أو بباطل.
وقوله : وَما تَغِيضُ الْأَرْحامُ وَما تَزْدادُ [٨] (تَغِيضُ) يقول : فما تنقص من التسعة الأشهر التي هى وقت الحمل (وَ ما تَزْدادُ) أي تزيد على التسعة أو لا ترى أن العرب تقول : غاضت المياه أي نقصت. وفى الحديث «٤» : إذا كان الشتاء قيظا، والولد غيظا، وغاضت الكرام غيضا وفاضت اللئام فيضا. فقد تبيّن النقصان فى الغيض.
وقوله : سَواءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ [١٠]. (من) و(من) فى موضع

(١) هذه قراءة ابن عامر وعاصم ويعقوب.
(٢) الآية ٤ سورة النساء.
(٣) كذا. والأولى :«واحدتها»
(٤) هذا الحديث فى أشراط الساعة.


الصفحة التالية
Icon