معاني القرآن، ج ٢، ص : ٦
أعطيتنى سألتك. وأكثر ما يأتى الجزاء على أن يتّفق هو وجوابه. فإن قلت : إن تفعل أفعل فهذا حسن. وإن قلت : إن فعلت أفعل كان مستجازا. والكلام إن فعلت فعلت. وقد قال فى إجازته زهير :
و من هاب أسباب المنايا ينلنه ولو نال أسباب السّماء بسلّم «١»
و قوله :(وَ هُمْ فِيها لا يُبْخَسُونَ) يقول : من أراد بعمله من أهل القبلة ثواب الدنيا عجّل له ثوابه ولم يبخس أي لم ينقص فى الدنيا.
وقوله :[أَ فَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ [١٧] (فالذى على «٢» البيّنة من ربّه محمد صلّى اللّه عليه وسلم. وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ) يعنى جبريل «٣» عليه السلام يتلو القرآن، الهاء للقرآن.
وتبيان ذلك : ويتلو القرآن شاهد من اللّه (وَ مِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسى ) رفعت الكتاب بمن.
ولو «٤» نصبت على : ويتلو من قبله كتاب موسى (إِماماً) منصوب على «٥» القطع من (كِتابُ مُوسى ) فى الوجهين. وقد قيل فى قوله :(وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ) : يعنى الإنجيل يتلو القرآن، وإن كان قد أنزل قبله. يذهب إلى أنه يتلوه بالتصديق. ثم قال : ومن قبل الإنجيل كتاب موسى.
ولم يأت لقوله :(أَ فَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ) جواب «٦» بيّن كقوله فى سورة محمد صلّى اللّه عليه وسلم :(أَ فَمَنْ كانَ»
عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ) وربما تركت العرب جواب
(٢) سقط ما بين القوسين فى ش، ج [.....]
(٣) فى ا :«جبرئيل» وهو لغة فيه.
(٤) جواب لو محذوف أي لجاز.
(٥) أي على الحال.
(٦) والجواب المحذوف أو الخبر : كمن كان يريد الدنيا كما فى البيضاوي.
(٧) الآية ١٤