معاني القرآن، ج ٢، ص : ٦٢
و قوله :(فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً) يذهب لا منفعة له، كذلك ما سكن فى قلب من لم يؤمن وعبد آلهته وصار لا شىء فى يده (وَ أَمَّا ما يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ) فهذا مثل المؤمن.
ثم قال عزّ وجلّ :(وَ مِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ) من الذهب والفضة والنّحاس زبد كزبد السيل يعنى خبثه الذي تحصّله النار فتخرجه من الذهب والفضّة بمنزلة الزبد فى السيل.
وأمّا قوله :(ابْتِغاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتاعٍ) يقول : يوقدون عليه فى النار يبتغون به الحلّى والمتاع ما يكون من النحاس والحديد هو زبد مثله.
وقوله :(فَيَذْهَبُ جُفاءً) ممدود أصله الهمز يقول : جفأ الوادي غثاءه «١» جفئا. وقيل : الجفاء :
كما قيل : الغثاء : وكل مصدر اجتمع بعضه إلى بعض مثل القماش «٢» والدّقاق «٣» والغثاء والحطام فهو مصدر. ويكون فى مذهب اسم على هذا المعنى كما كان العطاء اسما على الإعطاء، فكذلك الجفاء والقماش لو أردت مصدره قلت : قمشته قمشا. والجفاء أي يذهب سريعا كما جاء.
وقوله : وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ [٢٣] سَلامٌ عَلَيْكُمْ [٢٤].
يقولون : سلام عليكم. القول مضمر كقوله :(وَ لَوْ تَرى إِذِ الْمُجْرِمُونَ ناكِسُوا رُؤُسِهِمْ «٤» عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنا [٢٧] أي يقولون : ربنا ثم تركت
و قوله : اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ [٢٧].
أي يوسّع ويقدر (أي «٥» يقدر ويقتّر) ويقال يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر له فى ذلك أي
(٢) القماش : ما يجمع من هنا وهناك.
(٣) الدقاق : فتات كل شىء.
(٤) الآية ١٢ سورة السجدة.
(٥) سقط ما بين القوسين فى ا.