معاني القرآن، ج ٢، ص : ٦٨
فى براءة (قاتِلُوهُمْ «١» يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ) ثم قال (وَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلى مَنْ يَشاءُ) فإذا رأيت الفعل منصوبا وبعده فعل قد نسق عليه بواو أو فاء أو ثمّ أو أو فإن كان يشاكل معنى الفعل الذي قبله نسقته عليه. وإن رأيته غير مشاكل لمعناه استأنفته فرفعته.
فمن المنقطع ما أخبرتك به. ومنه قول اللّه عز وجل (وَ اللَّهُ «٢» يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَواتِ) رفعت (وَ يُرِيدُ الَّذِينَ) لأنها لا تشاكل (أَنْ يَتُوبَ) ألا ترى أن ضمّك إيّاهما لا يجوز، فاستأنفت أو رددته على قوله (وَ اللَّهُ يُرِيدُ) ومثله (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ «٣») فيأبى فى موضع رفع لا يجوز إلا ذلك.
ومثله قوله :
و الشعر لا يسطيعه من يظلمه يريد أن يعربه فيعجمه «٤»
و كذلك تقول : آتيك أن تأتينى وأكرمك فتردّ (أكرمك) على الفعل الأول لأنه مشاكل له وتقول آتيك أن تأتينى وتحسن إلىّ فتجعل (وتحسن) مردودا على ما شاكلها ويقاس على هذا.
وقوله : وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ [٥].
يقول : خوّفهم بأيّام عاد وثمود وأشباههم بالعذاب وبالعفو عن آخرين. وهو فى المعنى كقولك :
خذهم بالشدّة واللين.
وقوله هاهنا : وَيُذَبِّحُونَ [٦] وفى موضع آخر (يذبحون «٥») بغير واو وفى موضع آخر
(٢) الآية ٢٧ سورة النساء.
(٣) الآية ٣٢ سورة التوبة.
(٤) هذا من رجز ينسب إلى الحطيئة قاله حين احتضاره. وانظر الخزانة فى الشاهد ١٤٩.
(٥) الآية ٤٩ سورة البقرة. [.....]