معاني القرآن، ج ٢، ص : ٧٠
أيديهم فى أفواههم يقول ردّوا ما لو قبلوه لكان نعما وأيادى من اللّه فى أفواههم، يقول بأفواههم أي بألسنتهم. وقد وجدنا من العرب من يجعل (فى) موضع الباء فيقول : أدخلك اللّه بالجنّة يريد :
فى الجنة. قال : وأنشدنى بعضهم :
و أرغب فيها عن لقيط ورهطه ولكنّنى عن سنبس لست أرغب
فقال : أرغب فيها يعنى بنتا له. أي إنى أرغب بها عن لقيط «١».
وقوله : وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنا [١٣] قال (أَوْ لَتَعُودُنَّ) فجعل فيها لا ما كجواب اليمين وهى فى «٢» معنى شرط، مثله من الكلام أن تقول : واللّه لأضربنّك أو تقرّ لى : فيكون معناه معنى حتّى أو إلّا، إلا أنها جاءت بحرف نسق. فمن العرب من يجعل الشرط متبعا للذى قبله، إن كانت فى الأول لام كان فى الثاني لام، وإن كان الأول منصوبا أو مجزوما نسقوا عليه كقوله :(أَوْ لَتَعُودُنَّ) ومن العرب من ينصب ما بعد أو ليؤذن نصبه بالانقطاع عمّا قبله. وقال الشاعر «٣» :
لتقعدنّ مقعد القصىّ منّى ذى القاذورة المقلىّ
أو تحلفي بربّك العلىّ أنيّ أبو ذيّالك الصبىّ
فنصب (تحلفي) لأنه أراد : أن تحلفي. ولو قال أو لتحلفنّ كان صوابا ومثله قول امرئ القيس :
بكى صاحبى لمّا رأى الدرب دونه وأيقن أنّا لاحقان بقيصرا «٤»
(٢) سقط فى ا.
(٣) هو بعض العرب، قدم من سفر فوجد امرأته قد ولدت غلاما فانكره. وانظر اللسان (ذا) فى حرف الألف اللينة فى أواخر الجزء العشرين وفى ب :«ليقعدن».
(٤) من قصيدة له قالها حين ذهب إلى قيصر. وانظر الديوان ص ٦٥ وما بعدها.