معاني القرآن، ج ٢، ص : ٨٠
بإضافة الفعل إلى الرجل فتقول : هو كاسى عبد اللّه ثوبا، ومدخله الدار. ويجوز : هو كاسى الثوب عبد اللّه ومدخل الدار زيدا، جاز ذلك لأن الفعل قد يأخذ «١» الدار كأخذه عبد اللّه فتقول : أدخلت الدار وكسوت الثوب. ومثله قول الشاعر :
ترى الثور فيها مدخل الظلّ رأسه وسائره باد إلى الشمس أجمع «٢»
فأضاف (مدخل) إلى (الظل) وكان الوجه أن يضيف (مدخل) إلى (الرأس) ومثله :
ربّ ابن عمّ لسليمى مشمعلّ طبّاخ ساعات الكرى زاد الكسل «٣»
و مثله :
فرشنى بخير لا أكونن ومدحتى كناحت يوم صخرة بعسيل «٤»
و قال آخر :
يا سارق الليلة أهل الدار «٥»
فأضاف سارقا إلى الليلة ونصب (أهل الدار) وكان بعض النحويّين ينصب (الليلة) ويخفض (أهل) فيقول : يا سارق الليلة أهل الدار.
وكناحت يوما صخرة

(١) أن يعمل وينصب
(٢) يصف هاجرة ألجأت الثيران إلى كنسها، فترى الثور قد أدخل رأسه فى ظل كناسه لما يجده من شدة الحرارة وسائر جسده بارز للشمس وانظر سيبويه ١/ ٩٢ [.....]
(٣) من رجز لجبار بن جزء ابن أخى الشماخ. والمشمعل : الجاد فى الأمور الخفيف فيما يأخذ فيه. والكرى النوم. وهو يصف عمه الشماخ وسلمى امرأة الشماخ وكان ابن عمها. يمدح الشماخ بخفته فى خدمة إخوانه فهو يطبخ زاد الكسلان فى وقت النوم ويكفيه أمره. وانظر ديوان الشماخ ١٠٩، وكتاب سيبويه ١/ ٩٠ والخزانة ٢/ ١٧٢ -
(٤) راشه : نفعه وأصلح حاله والعسيل : مكنسة العطار، وهو شعر يكنس به الطيب، والمراد أنه لا فائدة فيه كمن ينحت الصخرة بهذه المكنسة.
(٥) رجز ورد فى كتاب سيبويه ١/ ٨٩.


الصفحة التالية
Icon