معاني القرآن، ج ٢، ص : ٩٩
الأصنام. ويقال للكفار : وما يشعرون أيّان. وقرأ أبو عبد الرحمن السّلمىّ (أَيَّانَ يُبْعَثُونَ) بكسر ألف (إيّان) وهى لغة لسليم وقد سمعت بعض العرب يقول : متى إيوان «١» ذاك والكلام أوان ذلك.
وقوله : وَلَنِعْمَ دارُ الْمُتَّقِينَ [٣٠] جَنَّاتُ عَدْنٍ [٣١].
ترفع الجنات لأنه اسم لنعم كما تقول : نعم الدار دار تنزلها. وإن شئت جعلت (وَ لَنِعْمَ دارُ الْمُتَّقِينَ) مكتفيا بما قبله، ثم تستأنف الجنات فيكون رفعها على الاستئناف. وإن شئت رفعتها بما عاد من ذكرها فى (يَدْخُلُونَها).
وقوله : إِنْ تَحْرِصْ عَلى هُداهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ [٣٨] قرأها أصحاب «٢» عبد اللّه (يهدّى) يريدون : يهتدى من يضلّ. والعرب تقول للرجل : قد هدّى الرجل يريدون : اهتدى.
ومثله (أَمَّنْ لا يَهِدِّي «٣» إِلَّا أَنْ يُهْدى )، حدثنا «٤» محمّد قال : حدّثنا الفراء قال حدّثنى الحسن بن عيّاش أخو أبى بكر بن عيّاش وقيس بن الربيع وغيرهما عن الأعمش عن الشّعبى عن علقمة أنه قرأ (لا يهدى من يضل) كذلك.
وقرأها أهل الحجاز (لا يهدى من يضلّ) وهو وجه جيّد لأنها فى قراءة أبىّ (لا هادى لمن أضل اللّه) ومن فى الوجهين جميعا فى موضع رفع ومن قال (يهدى) كانت رفعا إذ لم يسمّ فاعلها ومن «٥» قال (لا يهدى) يريد : يهتدى يكون الفعل لمن.

(١) كذا فى الأصول. وفى اللسان (أون) نقلا عن الكسائي، وفيه (أين) نقلا عن الفراء :«أوان» وكأن ما هنا إن صح نشأ من إشباع كسرة الهمزة.
(٢) هى قراءة عاصم وحمزة والكسائي وخلف كما فى الإتحاف.
(٣) الآية ٣٥ سورة يونس وهو يريد قراءة حمزة والكسائي وخلف بفتح الياء وإسكان الهاء وتخفيف الدال
(٤) سقط ما بين القوسين فى ا.
(٥) كذا والأولى حذف الواو.


الصفحة التالية
Icon